كرمه كان منها ما يلي :
١ ـ روى المؤرّخون أنّ أحمد بن حديد قد خرج مع جماعة من أصحابه إلى الحجّ ، فهجم عليهم جماعة من السرّاق ونهبوا ما عندهم من أموال ومتاع ، ولما انتهوا إلى يثرب انطلق أحمد إلى الإمام محمد الجواد وأخبره بما جرى عليهم فأمر عليهالسلام له بكسوة وأعطاء دنانير ليفرقها على جماعته ، وكانت بقدر ما نهب منهم (١). لقد أنقذهم الإمام من المحنة وردّ لهم ما سلب منهم.
٢ ـ روى العتبي عن بعض العلويّين إنّه كان يهوى جارية في يثرب ، وكانت يده قاصرة عن ثمنها فشكا ذلك إلى الإمام الجواد عليهالسلام فسأله عن صاحبها فأخبره عنه ، ولمّا كان بعد أيام سأل العلوي عن الجارية فقيل له : قد بيعت وسأل عن المشتري لها ، فقالوا له : لا ندري ، وكان الإمام الجواد قد اشتراها سرّاً ففزع العلوي ، نحو الإمام ، وقد رفع صوته.
( بيعت فلانة ).
فقابله الإمام ببسمات فيّاضة بالبشر قائلاً :
( هل تدري من اشتراها ).
( لا ).
وانطق معه الإمام إلى الضيعة التي فيها الجارية ، فانتهى إلى البيت الذي فيه الجارية ، فأمره عليهالسلام بالدخول إلى الدار فأبى العلوي لأنّها دار الغير ولم يعلم أنّ الإمام قد اشتراها ، وأصرّ عليه الإمام بالدخول ، ولم يلتفت إلى أنّها ملك الإمام ، ثمّ إنّه دخل الدار مع الإمام فلمّا رأى الجارية التي يهواها ، قال عليهالسلام له :
أتعرفها؟
____________
١ ـ الوافي بالوفيات : ج ٤ ص ١٠٥ ، بحار الأنوار : ج ١٢ ص ١٠٩.