الأوّلين ومحكي الانتصار (١).
فلم تتضح مخالفتهم للمشهور ، ولم ينقل عمّن عدا العلّامة والشهيد الثاني التصريح بهذا القول بل في محكي المعالم أنّ الشهيد أيضا عدل عنه (٢).
والإنصاف أنّه لو لم يكن للمشهور إلّا الإجماعات المنقولة المستفيضة المعتضدة بالشهرة المحقّقة المؤيّدة بكون الماء الجاري لدى العلماء ـ رضوان الله عليهم ـ من صدر الإسلام إلى يومنا هذا معنونا بعنوان مستقلّ ، بل جعلوا ماء الغيث من توابعه ، لكانت كافية في إثبات مذهبهم ، لكونها موجبة للحدس القطعي بكون الحكم معروفا عند أصحاب الأئمّة عليهمالسلام ، مغروسا في أذهانهم ، وأصلا إلى علمائنا يدا بيد عنهم من غير خلاف يعرف ، وإلّا لنقل بمقتضى العادة.
ولو لا أنّ فتاوى الأصحاب في مثل هذا الفرع المعنون في كلماتهم قديما وحديثا مورثة لاستكشاف رأي المعصوم عليهالسلام ، لتعذّر استفادة موافقته عليهالسلام في شيء من المسائل الفرعية من فتاوى العلماء.
ومخالفة من خالف ـ مع ندرته ، وتأخّر عصره ، ومعلومية مستنده ، ومعروفيته لدى السابقين ـ لا تضرّ بكاشفية قول من عداه عن وجود مستند صحيح.
ويدلّ على صحة مذهب المشهور ، ويشهد على صدق ما ادّعيناه
__________________
(١) راجع : جواهر الكلام ١ : ٨٥.
(٢) حكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ١ : ١٨٧ ، وراجع : معالم الفقه : ١١١.