على مدّعاه بعض الشواهد النقليّة بل بعض القواعد العقليّة أيضا بعد البناء على كونه أشرف الموجودات ، كما لعلّه المتسالم عليه لدى الشيعة خصوصا بالنسبة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فإنّه لا يبعد أن يكون بالنسبة إليه من ضروريّات المذهب وإن لم نتحقّق حال شيء من الشواهد النقليّة والعقليّة ، بل ليس لنا ذلك ، لأنّ النقليّات متعارضة ، ولا يمكننا الوصول إلى حقائقها والجمع بين متنافياتها على وجه يحصل القطع بإصابة الواقع.
والقاعدة العقليّة ـ التي تقدّمت الإشارة إليها ـ بعد تسليمها إنّما يتمّ الاستدلال بها بعد إحراز إمكان اتّصاف البشر بمثل هذه الأوصاف ، وخلوصه عن جهة موجبة لاستحالته ، ولا سبيل لنا إلى ذلك.
فالأولى ردّ علم مثل هذه الأمور إلى أهل بيت الوحي الذين هم حفظة سرّ الله وخزنة علمه ، وتصديقهم إجمالا في جميع ما يدّعون ، فإنّه مع كونه أحوط أوفق بحفظ مراتبهم ومرتبتنا وأولى برعاية الأدب.
وكيف كان فلا يوجب إثبات شيء من أوصاف الربّ ـ جلّت عظمته ـ لشيء من مخلوقاته الخروج من حدّ الإسلام بعد الاعتراف بكون الموصوف بتلك الصفة من مخلوقاته.
نعم ، لو سلبها عن الربّ مع كونها ضروريّة الثبوت ، كالخالقيّة والرازقيّة ونحوهما ، كفر لذلك ما لم يكن عن شبهة ، أو مطلقا على الخلاف فيه ، لكن مجرّد إثباتها لشخص لا يوجب سلبها عن الله تعالى.
ألا ترى أنّه تصحّ نسبة الإماتة إلى ملك الموت ، وقسمة الأرزاق ـ مثلا ـ إلى