لكن يتوجّه عليه إجمال مرجع الضمير ، وقوّة احتمال عوده إلى ما معه ، فيكون المراد بكونه ذكيّا كونه طاهرا ، فلا يفهم منه إلّا وجود قسم نجس فيه في الجملة ، والقدر المتيقّن منه ما إذا انفصلت عن الميّت ، بل ربما يقال بعدم منافاتها لطهارة الفأرة مطلقا ، وكون التقييد للتحرّز عمّا إذا كانت متنجّسة بنجاسة خارجيّة.
ويؤيّد إرادة هذا المعنى : حسنة حريز ، الآتية (١).
واحتمل بعض (٢) عوده إلى المسك ، وكون المراد بالتقييد الاحتراز عمّا لو كان باقيا على حالته الأصليّة ولم تتحقّق الاستحالة. وهو بعيد.
وعلى تقدير رجوع الضمير إلى الظبي المتصيّد من ذكر الفأرة ـ كما عليه يبتني التوهّم المذكور ـ فالمنساق إلى الذهن إرادة التحرّز عمّا لو كان الظبي ميّتا غير مذكّى لا حيّا.
هذا ، والإنصاف (٣) أنّ تذكير الضمير أوجب إجمال الرواية ، فلا يستفاد منها ما يخالف غيرها من الأدلّة.
__________________
(١) في ص ٨٤ ـ ٨٥.
(٢) لم نتحقّقه.
(٣) قولنا : «والإنصاف» إلى آخره.
أقول : إجمال الرواية ليس منشؤه تذكير الضمير ، إذ لا يتفاوت الحال في ذلك بين إرجاع الضمير إلى لفظ «الفأرة» وبين إرجاعه إلى ما أريد منها ، أي الشيء الذي معه ، وإنّما الإجمال ينشأ من احتمال أن يكون المراد بالذكيّ الوارد فيها الطاهر ، كما في جلّ الروايات الآتية التي وقع فيها حمل الذكيّ على الصوف والشعر واللبن وأشباهها ، لا المذبوح كي يكون إطلاقه على أجزاء الحيوان مبنيّا على المسامحة والتجوّز ، فليتأمّل. (منه عفي عنه).