عبد الله عليهماالسلام) في تفسير (فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) قولهما : «هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثمّ خالفوه إلى غيره». (١)
وهذا الحديث يدل على أنّ القول بلا عمل قبيح ومذموم جدّا ، إذ يلقي أصحابه في النار ، فأولئك قوم ضالون مضلّون ، وكلامهم يهدي ، الناس إلى الحق ، بينما عملهم يجرّهم إلى الباطل ، بل إن عملهم كاشف عن عدم إيمانهم بأقوالهم! وينبغي الالتفات ـ ضمنا ـ إلى أن كلمة «غاوون» المأخوذة من «الغيّ» لا تعني الضلال مطلقا ، بل كما يقول الراغب في المفردات : هو نوع من الجهل والضلال الناشئ عن فساد العقيدة.
٣ ـ وردت في ذيل الآية (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) روايات متعددة ، وبعضها صريحة في أن : «الشافعون الأئمّة والصديق من المؤمنين». (٢)
وجاء في حديث آخر عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إن الرجل يقول في الجنّة : ما فعل صديقي فلان؟ وصديقه في الجحيم ، فيقول الله : أخرجوا له صديقه إلى الجنّة ، فيقول من بقي في النار : فما لنا من شافعين ولا صديق حميم». (٣)
وبديهي أنّه لا الشفاعة بدون معيار وملاك ، ولا السؤال في شأن الصديق دون حساب ، فلا بد من وجود ارتباط أو علاقة بين الشفيع والمشفوع له ليتحقق هذا الهدف ...«بيّنا تفصيل هذا الموضوع في بحث الشفاعة ، في تفسير الآية ٤٨ من سورة البقرة ـ فليراجع في محله».
* * *
__________________
(١) نقل هذه الرواية مؤلف تفسير نور الثقلين عن أصول الكافي ، وتفسير علي بن إبراهيم ، والمحاسن للبرقي.
(٢) المحاسن للبرقي. ذيل الآية محل البحث.
(٣) مجمع البيان ذيل الآية.