ابن الزكي قاضي القضاة ومعه معلم السلطان شهاب الدين بن العطار وجماعته وهندسوها لبناية جامع بخطبة باشارة الخنكار وفي يوم الاحد خامس عشرية طلع الولوي ابن الفرفور وقاضي العسكر ركن الدين ابن زيرك واشتروا بيت خير بك دوادار منشيء المدرسة الحاجبية من مالكه رزق الله الحنبلي بستة آلاف درهم ليوسعوا به الجامع وعين مشد (١) من الاروام يقال له المحوجب على العمارة وحط عنده عشرة آلاف دينار بسببها وسكن بزقاق الشهابي ابن القرعوني بالقرب من العمارة المذكورة.
وفي يوم الاثنين سادس عشرية شرع في هدم المسجد الذي كان جدده شهاب الدين بن الصميدي لصيق التربة المذكورة والخلاوي حين كان ناظرا على ذلك وطمت البحرة العميقة التي كانت قدام المسجد وكانت نحو رمحين ، ثم في هدم حمام الجورة لصيق ذلك وكان وقفا على المسجد المذكور ، ودفعت قدرتاه (٢) للناظر عليه حينئذ الجمالي ابن القرعوني مع خمسة آلاف درهم ، ثم هموا في العمارة وشرعوا فيها في يوم الاحد ثاني شوال منها.
وفي ليلة الثلاثاء ثالث ذي القعدة منها امر السلطان ببناء قبة على المحيوي ابن العربي فشرعوا فيها ليلا وحفروا عدة قبور وخشاخيش (٣) وبنوا مكانهم اساساتها وفعلوا ذلك ليلا خوفا من كلام الناس وظنا منهم ان ذلك لا يطلع عليه احد ، ولا قوة الا بالله.
__________________
(١) استعمل في العصر المملوكي لفظ (مشد) بمعنى ناظر البناء.
(٢) تثنية قدر وهي الحلة بلغة دمشق.
(٣) جمع خشخاشة وهي باصطلاح اهل دمشق القبر الصغير الذي تدفن فيه الاطفال.