بلغه كسر جيشه على عين جالوت غضب وتنمر وأمر بقتله فتذلل له وقال ما ذنبي فأمسك عن قتله بلغه كسر بيدرا على حمص استشاط غضبا وأمر بقتله وقتل شقيقه الملك الظاهر عليا فقتلا.
قال الذهبي في العبر في سنة تسع وخمسين وستمائة وقيل بل قتله في الخامس والعشرين من شوال عام ثمان ودفن بالشرق وقد كان اعد له تربة برباطه الذي بناه بسفح قاسيون فلم يقدر دفنه به وكان شابا ابيض مليحا حسن الشكل بعينه قبل.
قال ابن كثير في سنة اربع وخمسين وفيها أمر الناصر بعمارة الرباط الناصري بسفح قاسيون وذلك عقيب فراغ الناصرية الجوانية بدمشق ، وهذه الناصرية البرانية طلعت من اغرب الامكنة في البنيان الموكل والجوانية من احسن المدارس وهو الذي بنى الخان الكبير تجاه الزنجاري وحول اليه دار الاطعمة وقد كانت قبل ذلك غربي القلعة في اسطبل السلطان اليوم وكانت مدة تملكه لدمشق عشر سنين فبنى بها هذه الأمكنة رحمهالله تعالى.
[المدرسون بالناصرية ـ جمال الدين الشريشي]
وقال ابن كثير أيضا في سنة خمس وثمانين وستمائة وممن توفي بها الشيخ الامام العالم البارع جمال الدين ابو بكر محمد بن احمد ابن محمد بن عبد الله بن سحبان البكري الشريشي المالكي ولد بشريش سنة احدى وستمائة ، ورحل الى العراق فسمع بها الحديث من المشايخ كالقطيعي وابن روزبة وابن اللتي وغيرهم ، واشتغل وحصل وساد اهل زمانه ثم عاد الى مصر فدرس بالفاضلية ثم اقام بالقدس شيخ الحرم ، ثم جاء الى دمشق فولي مشيخة الحديث بتربة ام الصالح ومشيخة الرباط الناصري بقاسيون ، ودفن بسفحه تجاه الناصرية هذه ، ولي مشيخة المالكية ، وعرض عليه القضاء فلم يقبل