توفي يوم الاثنين الرابع والعشرين من رجب بالرباط المذكور وخرجت له جنازه [ص ٣٢] حافلة جدا انتهى.
[كمال الدين الشريشي]
وقال ابن كثير أيضا في الوفيات من تاريخه في سنة ثمان عشرة وسبعمائة والشيخ الامام العلامة كمال الدين ابو العباس احمد بن الامام العلامة جمال الدين ابي بكر محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله بن سحبان البكري الوائلي الشهير بابن الشريشي ، ميلاده في رمضان سنة ثلاث وخمسين وستمائة كان ابوه مالكيا فاشتغل هو في مذهب الشافعي فبرع وحصل علوما كثيرة وكان خبيرا بالكتابة مع ذلك ، وسمع الحديث ، ورحل وكتب الطباق بنفسه ، وحدث عن النجيب وغيره ، وأفتى ودرس وناظر وباشر عدة تداريس ومناصب ، فكان اول ما باشر مشيخة الحديث بتربة ام الصالح بعد والده في سنة خمس وثمانين وستمائة الى ان توفي ، وناب في الحكم عن ابن جماعة ثم تركه ، وولي وكالة بيت المال وقضاء العسكر ونظر الجامع مرات ، ودرس بالشامية البرانية عوضا عن زين الدين الفارقي لما تولي الناصرية الجوانية وتركها ثم عاد الى الشامية وتولى الشيخ كمال الدين الناصرية عوضا عنه لأن شرط الشامية ان لا يجمع بينها وبين غيرها ، واستمر الشيخ كمال الدين بالناصرية يدرس بها عشرين سنة ثم انتزعها من يده ابن جماعة وزين الدين الفارقي فاستعادها منهما ، وباشر مشيخة الرباط الناصري بقسيون مدة اكثر من خمس عشرة سنة ، ومشيخة دار الحديث الاشرفية الدمشقية ثمان سنين ، وكان مشكور السيرة فيما تولاه من هذه الجهات كلها ، وفي هذه السنة عزم على الحج فخرج باهله فأدركته منيته بالحسا في سلخ شوال من هذه السنة ودفن هناك رحمهالله تعالى.