الآخر وله خمس وعشرون سنة ، وعظم على الرعية امره وولي بعده بعهد منه ولده نور الدين ارسلان شاه ، ويسمى أيضا عليا وله عشر سنين فمات في أواخر السنة ايضا انتهى.
[المدرسون بالاتابكية]
وقال العز الحلبي اول من درس بها تاج الدين ابو بكر بن طالب المعروف بالاسكندري وبالشحرور ، ولم يزل بها الى أن توفي.
وذكر بها الدرس نجم الدين اسماعيل المعروف بالمارداني وهو مستمر بها الى آخر سنة [ص ٤٠] اربع وسبعين وستمائة انتهى.
[صفي الدين الارموي]
ودرس بها العلامة صفي الدين ابو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الهندي الارموي الشافعي المتكلم على مذهب الاشعري ، ميلاده بالهند في ربيع الاول سنة اربع واربعين وستمائة ، وكان جده لامه فاضلا فقرأ عليه وخرج من دهلي في رجب سنة سبع وستين فحج وجاور ثلاثة أشهر ، ثم دخل اليمن فاعطاه ملكها المظفر اربعمائة دينار ، ثم دخل مصر سنة احدى وسبعين واقام بها اربع سنين ، ثم سافر الى الروم على طريق انطاكية ، فاقام احدى عشرة سنة بقونية خمسا ، وبسيواس خمسا ، وبقيسارية سنة واجتمع بالقاضي سراج الدين فاكرمه ثم قدم الى دمشق في سنة خمس وثمانين فاقام بها واستوطنها ، وولي بها مشيخة الشيوخ ودرس بها بالظاهرية الجوانية والرواحية والدولعية والاتابكية هذه ، وانتصب للافتاء والاقراء في الاصول والمعقول والتصنيف وانتفع الناس به وبتصانيفه ـ الا ان خطه في غاية الرداءة ـ وبتلاميذه ، ووقف كتبه بدار الحديث الاشرفية وكان فيه بر وصلة.