قاسم وأخذ عن الشيخ علاء الدين حجي (١) وأخذ علم الاصول عن الشيخ بهاء الدين الاخميمي واشتغل في الحديث وشرع في عمل المواعيد فكان يعمل مواعيد نافعة ويفيد الخاصة والعامة ، وانتفع به خلق كثير من العوام ، وصار لديه فضيلة وأفتى وتصدر للافادة ، ودرس بالمسرورية ، ثم بالناصرية ووقع بينه وبين قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة بسببها وحصل له محنة ، ثم عوض عنها بالأتابكية هذه ثم أخذت منه فلما ولي ولده شهاب الدين احمد قضاء دمشق في سنة احدى وتسعين ترك له الخطابة وتدريس الناصرية والاتابكية ثم فوض اليه دار الحديث الأشرفية فلما جاءت دولة الظاهر برقوق أخذ واعتقل مع ابنه بالقلعة وجرت لهما محن وطلب منهما أموال فرهن كثيرا من كتبه على المبلغ الذي طلب منهما ، وولده هذا درس بالحلقة الكندية بالجامع الأموي في ربيع الاول سنة ست وسبعين ، وولي مشيخة الشيوخ و [وقف] الاسوار والاسرى وغير ذلك ، وقال الحافظ شهاب الدين بن حجي برع الشيخ زين الدين في علم التفسير وأما علم الحديث فكان حافظا للمتون عارفا بالرجال وكان سمع الكثير من شيوخنا وله مشاركة في العربية انتهى. وكان الشيخ تقي [الدين] الاسدي يقول كان القاضي تاج الدين يعني السبكي هو الذي أدخله بين الفقهاء فلما حصلت له المحنة كان ممن قام عليه وكان مشهورا بقوة الحفظ ودوامه اذا حفظ شيئا لا ينساه كثير الانكار على أرباب الشبه شجاعا مقداما كثير المساعدة لطلبة العلم يقول الحق على من كان من غير مداراة في الحق ولا محاباة وملك من نفائس الكتب شيئا كثيرا وكان
__________________
(١) بكسر الحاء المهملة والجيم الثقيلة (راجع ذيول تذكرة الحفاظ ٢٤٧ والضوء اللامع ١ / ٢٦٩) وهو والد شهاب الدين بن حجي الآتية ترجمته ص (١٧٨) توفي علاء الدين حجي سنة (٧٨٢) انظر شذرات الذهب (٦ / ٢٧٤).