ثم قال في ذيله أيضا في شعبان سنة تسع عشرة وثمانمائة وفي يوم الاثنين عشريه درس الشيخ علاء الدين بن سلام بالمدرسة الاتابكية نيابة عن القاضي كمال الدين ابن القاضي ناصر الدين بن البارزي كاتب السر وحضر عنده قاضي القضاة الجديد يعني ابن زبد بعد عزل نجم الدين بن حجي وجماعة ودرس في قوله تعالى «ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها» انتهى.
[علاء الدين بن سلام]
وعلاء الدين بن سلام هذا كان فاضلا في الفقه يستحضر كثيرا من فقه الرافعي ، ويحفظ عليه اشكالات واسئلة حسنة ويعرف المختصر معرفة جيدة ويعرف الألفية معرفة تامة ويحفظ كثيرا من تواريخ المتقدمين ، وله يد طولى في النظم والنشر ، وكان منجمعا عن الناس ، ولا يكتب على الفتاوي الا قليلا ، وبحثه أحسن من تقريره ، وكان كثير التلاوة حسن الصلاة مقتصدا في ملبسه وغيره شريف النفس مليح المحاضرة ، ولم يكن فيه ما يعاب الا أنه كان يطلق لسانه في بعض الناس ، ويأتي في ذلك بعبارات غريبة ، ودرس بالركنية الجوانية في النصف ثم كملت له فدرس بها وحضر قاضي القضاة والفقهاء وخطب وبالغ في الثناء والدعاء لقاضي القضاة نجم الدين بن حجي وللسيد شهاب الدين ابن نقيب الأشراف ناظرها ، ودرس في أول الهبة ، وولي تدريس مشيخة النحو بالناصرية الجوانية وكان في أخلاقه شراسة حج في سنة تسع وعشرين وثمانمائة ، فلما قضى حجه ورجع مرض بين الحرتين ومات بوادي بني سالم ، ونقل الى المدينة النبوية فدفن بالبقيع ، وغبط بذلك.
[مشيخة النحو] [الشهاب أحمد الدلجي]
وممن درس بهذه المدرسة الأتابكية نيابة عن ابن كاتب السر