نزل عليه اللصوص في بيته بين النهرين ، وكان ساكنا هناك ليسهل عليه ما يرومه من أنواع الفسوقات ، فاظهر انه ذهب جميع ما يملكه ، ولم يكن لذلك حقيقة ونزل عن الخانقاه لولي الدين ابن قاضي عجلون بمبلغ جيد ثم ندم على ذلك ، واستمر منكدا مضللا الى أن توجه بعد أشهر الى مصر وجلس لتحمل الشهادة عند القاضي الحنبلي فتوفي عاجلا وذهب جميع ما حصله من الحرام ولم يتزوج ، وكان يزعم أنه يعيش العمر الطبيعي مائة وعشرين سنة ، وسر الناس بموته وكان قد علق فوائد بخطه من شرح البخاري للكرماني وتكلم فيه ، وذكر فيه فوائد ، وجمع مختصرا تكلم فيه على قول الناس : فلان معلول وذكر فيه فوائد ، وجمع بين التوسط والخادم في مجلدات. قال ابو الفضل الخطيب النويري : انه اشتراه من تركته قاضي القضاء بهاء الدين بن حجي عدة مجلدات يكون اربعة ضخمة واكثر وانه يدل على فضل الرجل الفضل الزائد ، وجاء الخبر بوفاته في أوائل ذي القعدة من السنة المذكورة في عشر السبعين ظنا وقال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ذي القعدة سنة اربع وعشرين وثمانمائة.
وفي أواخر هذا الشهر قدم شخص من أقارب ابن البارزي وقد نزل له كمال الدين البارزي عن تدريس الأتابكية ونظرها.
[أحمد الجزري]
ثم قال في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة وفي يوم الاثنين خامس عشريه دخل من مصر الشيخ شمس الدين بن الجزري المقري وعليه خلعة ، ومعه ولده شهاب الدين ابو الخير احمد وهو متوجه الى مردي شاه روخ بن تمرلنك التتري في رسالة ، وكان