قاصد ابن تمرلنك قد وصل من مصر قبله بأيام ، وكان بعد سفره من دمشق الى مصر في رجب سنة سبع وعشرين حصل له بمصر إكرام وحج وتوجه الى اليمن في متجر ثم عاد وحج ثانيا ورجع الى مصر ومعه متجر له تم جاء في هذا الوقت ، وجاء معه نزول لولده شهاب الدين من أخيه فتح الدين مثبوت بتدريس المدرسة الأتابكية ومرسوم ببقية الجهات التي كانت للشيخ شمس الدين قديما ، ثم انتقلت الى ولده فتح الدين ، منها : مشيخة الاقراء بام الصالح ، وبالعادلية ، وتصدير بالجامع الاموي ، وكان ولده فتح الدين قد نزل عن تدريس الأتابكية ونظرها والتصدير بالجامع وغير ذلك للشيخ شهاب الدين ابن حجي والاقراء بأم الصالح والعادلية للشيخ صدقة المقري (١) ، وذلك قبيل وفاته في صفر سنة اربع عشرة ، ثم ان الشيخ في مرض موته نزل عن تدريس الأتابكية ونظرها مع غيرها للقاضي شمس الدين الاخنائي بعوض فلما توفي الاخنائي استقر فيها البصروي [ص ٥٠] كاتب سر نوروز ، فلما زالت أيام نوروز استقر القاضي ناصر الدين البارزي كاتب السر في المدرسة الأتابكية عوضا عن البصروي ، ثم انه نزل عنها لابن عمه ناصر الدين بن هبة الله ، واستمرت بيده يجيء من حماة يباشرها ويتولى قسم بلدها ثم يرجع الى حماة ، فجاء شهاب الدين ابن الشيخ شمس الدين في هذا الوقت ومعه تفويض من أخيه بها مثبوت ، وكان التصدير قد نزل عنه الشيخ شهاب الدين ابن حجي لاخيه قاضي القضاة نجم الدين ، ثم نزل عنه القاضي نجم الدين للشيخ شرف الدين قاسم العلائي الحنفي ، ثم نزل عنه الشيخ شرف الدين لكاتبه وولده ، وأما الاقراء بالمكانين المذكورين فانه بيد فخر الدين بن الصلف ، تلقاه عن شرف الدين صدقة الضرير ،
__________________
(١) في الاصل «القدي» وسيأتي ذكره في السطور التالية «صدقة الضرير» انظر الضوء اللامع (٣ / ٣١٧ و ٣١٨ وشذرات الذهب ٧ / ١٧٠).