بجودة النقل وصحته وكثرته ، وكان مشهورا بالصرامة والهيبة والهمة العالية والتحري في الاحكام.
وقال في العبر وكان يعد من كبار الفقهاء العارفين بالمذهب مع الهيبة والتحري ، توفي في ثامن المحرم سنة ثمانين وستمائة ودفن بقاسيون بتربة جده.
[القاضي ابن خلكان]
والقاضي شمس الدين بن خلكان هو قاضي القضاة شمس الدين ابو العباس احمد بن محمد بن ابراهيم بن ابي بكر بن خلكان ـ بفتح الخاء وتشديد اللام كما رؤي بخطه. وهو اسم جده لا كما قال الاسنوي : انه نسبة الى قرية ـ البرمكي الاربلي. مولده باربل سنة ثمان وستمائة ، وسمع البخاري من ابن مكرم واجاز له المؤيد الطوسي وجماعة قاله الذهبي في العبر ، وتفقه بالموصل على كمال الدن بن يونس وبحلب على القاضي عز الدين بن شداد وغيرهما ، وقرأ النحو على أبي البقاء يعيش بن علي النحوي وقدم [ص ٥٢] الشام في شبيبته ، واخذ عن ابن الصلاح ، ودخل الديار المصرية وسكنها ، وناب في القضاء عن القاضي بدر الدين السخاوي مدة طويلة ، وادى عنده شهادة شيخ المالكية ابو عمرو ابن الحاجب ، وسأله عن مسألة دخول الشرط على الشرط ، ثم قدم الشام على القضاء في ذي الحجة سنة تسع وخمسين منفردا بالامر ، فاضيف اليه مع القضاء نظر الاوقاف والجامع الاموي والمارستان وتدريس سبع مدارس : العادلية والناصرية والعذراوية والفلكية والركنية والاقبالية والبهنسية هذه. وقريء تقليده يوم عرفة يوم الجمعة بعد الصلاة بالشباك الكمالي من جامع دمشق ثم عزل بعز