ثم الصالحي الحنبلي عن احدى وخمسين سنة افتى ودرس وناظر وصنف وافاد وناب في الحكم عن حموه (كذا) قاضي القضاة جمال الدين المرادي فشكرت سيرته واحكامه وكان ذا حظ من زهد وتعفف وصيانة وورع ثخين ودين متين حدث عن عيسى المطعم وغيره انتهى.
[برهان الدين بن مفلح]
ثم درس بها شيخ الحنابلة برهان الدين ابراهيم [ص ٦٩] بن محمد بن مفرج الراميني الاصل المقدسي ثم الدمشقي الشيخ الامام العلامة الفقيه رئيس الحنابلة برهان الدين وتقي الدين ابو اسحاق ميلاده سنة تسع واربعين وسبعمائة ، وحفظ كتبا عديدة واخذ عن جماعة منهم والده وقاضي القضاة جمال الدين المرداوي وقرأ على القاضي بهاء الدين السبكي ودرس بدار الحديث الاشرفية بالصالحية الماضي ذكرها ، وبالصاحبة هذه وغيرها ، صنف كتاب فضل الصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم ، وكتاب الملائكة ، وشرح المقنع ، ومختصر ابن الحاجب ، وعدم غالبهما في الفتنة التمرية ، وله طبقات اصحاب احمد احترق غالبها ، وناب في الحكم مدة للقاضي علاء الدين بن المنجا وغيره ، ورافقه في النيابة لعلاء الدين المذكور شيخ الحنابلة علاء الدين بن اللحام وانتهت اليه في آخر عمره مشيخة الحنابلة ، وكان له ميعاد بمحراب الحنابلة بالاموي بكرة يوم السبت يسرد فيه على ما يقال نحو مجلد صغير ويحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب ، ولي القضاء مستقلا في رجب سنة احدى وثمانمائة ، وتأخر بدمشق لما جاء تمر وخرج اليه ومعه جماعة وجرى له منه ولاهل دمشق امور وتفاقم الامر وحصل له تشويش في بدنه من بعضهم وتألم الى أن توفي يوم الثلاثاء سابع عشرين شعبان سنة ثلاث وثمانمائة ودفن عند رجلي (١) والده بالروضة رحمهالله.
__________________
(١) في الاصل وتنبيه الطالب في (المدرسة الجوزية) رجلين والده.