ست وثمانمائة ولم يتممها ، فتممها ولده الشيخ عبد الرحمن الصالحي الحنبلي عرف بجده ، ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة ووجد بخطه في بعض الاجازات انه سنة اثنتين وثمانين ، وذكر انه سمع من المحب الصامت صحيح البخاري ، لكن وجد في بعض الطبقات فوت له فيه ، وكذا سمعه من عائشة بنت عبد الهادي ، وسمع من تاج الدين محمد بن بردس ، بعض مسلم والترمذي وسيرة ابن اسحق وغير ذلك ، وسمع على اخيه علاء الدين بن بردس ، وعدة ، ولبس الخرقة من الشهاب الناصح ، والشمس بن الجزري وغيرهما ، وصنف عدة مؤلفات منها : الكنز الاكبر في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والانذار بوفاة المصطفى المختار ، وتحفة العباد بادلة الاوراد ، ونزهة النفوس والافكار في خواص الحيوان والنبات والاحجار ، وتسلية الواجم في الطاعون الهاجم ، وعمر خانا بقرية الحسينية من وادي بردى على طريق بعلبك وطرابلس ، وسهل عقبة دمر وغيرها من الطرق ، وعمر مدرسة ابي عمر ، والمارستان القيمري لما كان متكلما عليهما.
توفي من غير علة ولا ضعف ليلة الجمعة تاسع عشري ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثمانمائة عن غير ولد ذكر ، ودفن بهذه الزاوية شرقي بابها البراني تحت الرواق.
[وصف الداودية]
وقال شيخنا الجمال ابن المبرد : [ص ٩١] اعظم زوايا الصالحية زاوية ابن داود. وهذه الزاوية كان قد بناها الشيخ ابو بكر بن داود ثم جاء ولده الشيخ عبد الرحمن زادها ووسعها وجعل لها الاوقاف والمرتبات السلطانية : كحملي الثلج فانه كان قد بقي عين المملكة يسعى الى خدمته القضاة والامراء والنياب والسلاطين ولا ترد له كلمة ، وجعلها من العجائب ، فانه جعل لها مدارا للماء وصهريجا ومغارة جيدة