مسجد عز الدين (١) المقابل للباب الغربي لمدرسة ابي عمر فانه قبلها بل قبل الصالحية ايضا ، ثم زاد فيه ناصر الدين فنسب الى كل منهما.
قال بدر الدين ابن قاضي شهبة في كتاب الكواكب الدرية في السيرة النورية قال سبط ابن الجوزي في المرآة : وفيها ما حكاه لي الشيخ أبو عمر شيخ المقادسة رحمهالله تعالى قال :
كان نور الدين يزور والدي الشيخ احمد في المدرسة الصغيرة التي هي على نهر يزيد المجاورة للدير ونور الدين بنى هذه المدرسة والمصنع والفرن. قال فجاء نور الدين لزيارة والدي وكان في سقف المسجد خشبة مكسورة فقال له يا نور الدين لو كشفت السقف وجددته فنظر الى الخشبة وسكت. فلما كان من الغد جاء معماره ومعه خشبة صحيحة فزرقها موضع المذكورة ومضى قال فعجب الجماعة. فلما جاء الى الزيارة قال بعض الحاضرين : يا نور الدين فاكرتنا في كشف سقف [المسجد] واعادته. فقال لا والله وانما هذا الشيخ احمد رجل صالح وانا ازوره لا تنفع به وما اردت ان ازخرف له المسجد وانقض ما هو صحيح وهذه الخشبة يحصل بها المقصود ، فدعوني مع حسن ظني فيه فلعل الله ينفعني به انتهى.
وقد قدمنا ذلك في المدرسة الشيخية العمرية وذكرنا ثمة ان الذي ادركناه من ائمته الشيخ علي البغدادي الحنبلي وان به درس ابن الحبال وهو بيد شهاب الدين بن زريق مرتب فيه عشرون من الطلبة.
__________________
منابر وبذلك ضاع معنى الجمعة والجماعة. اما جوامع الصالحية فتقدم الكلام عليها.
(١) هذا المسجد اصبح دارا انظر موضعه في مخطط الصالحية وقد سبق لهذا الباب ان نشر في بعض الكتب والصحف كثير من ألفاظه فاقتضي التنبيه لكي يعلم الصواب في ذلك.