قال شيخنا الجمال ابن المبرد لا نعلم مسجدا يقع فيه من الصلاة والخير ما يقع فيه فانه يصلى فيه بعد [ال] صلاة (في) المدرسة [العمرية] الفجر الى طلوع الشمس ، ثم الظهر الى العصر ثم العصر الى المغرب ثم المغرب الى العشاء انتهى.
وبعده نبدأ بقبلي الصالحية بقيتها فنقول :
مسجد قبور الشهداء (١) وقد ادركناه عامرا.
ومسجد الجسر الابيض من جهة القبلة بغرب.
ومسجد في زقاق ابن القطب (٢).
ومسجد عين الكرش ولم يبق منه سوى صفته.
ومسجد غربي جسر البط (٣) من جهة القبلة وقد خرب قريبا.
__________________
(١) هو في طريق الصالحية وتعرف تلك المحلة اليوم «بحي الشهداء» وكانت قديما قرية تدعى بأرزة نزلها العرب منذ الفتح الاسلامي ثم أضمحل أمرها في منتصف القرن العاشر الهجري. ثم عاد اليها العمران مرة ثانية منذ سبعين سنة من عصرنا واتصل البناء من دمشق الى الصالحية (راجع ما جاء عن ارزة والشهداء في ص ٥٨ ، ٥٩ من هذا الكتاب) ومسجد الشهداء لا يزال موجودا الى اليوم ولكن ببناء حديث ، وكانت أرزة تعد من الاماكن المقدسة ومن كلام العوام : ما بين ارزة وبرزة اربعون الف نبي (أي مدفون بينها). ويقول الشيخ مصطفى البكري في توسليته التي مطلعها :
يا رب بالذات العلية |
|
وبسر اسرار الهوية |
الى ان يقول :
بالشام ثم ببرزة |
|
مع ارزة والصالية |
ويظهر من كلام ابن عساكر ان ارزة كانت تمتد الى طلعة جوزة الحدبا بحارة سوق ساروجا راجع تهذيب ابن عساكر (١ / ٢٢٧) وثمار المقاصد (٩٩ / ١١٨) ومخطط الصالية.
(٢) يستفاد مما يذكره المؤلف يأنه سيبدا بالجهة القبلية ثم التي تليها ومما ذكره ابن عبد الهادي في ثمار المقاصد (١٥٤ و ١٥٥) ان هذا الزقاق كان على مقربة من الجسر الابيض من جهة الشمال.
(٣) يقول المؤلف في «الباب الاربعون» مسجد مئذنة عبد الحق وقبور الشهداء تحت جسر البط. فيكون هذا الجسر على مقربة من قبور