وأما والده فهو يوسف بن أحمد بن سليمان بن قريج الشيخ الامام الاوحد ذو الفنون ابن جمال الدين ، قال ابن حجي كان بارعا في الاصول أخذه عن الشهاب الاخميمي ، وأخذ العربية عن [ص ١٢١] العنابي (١) ، وتفقه في المذهب على الشمس بن مفلح وغيره. وكان بارعا في المعاني والبيان ولازم حلقة قاضي القضاة بهاء الدين السبكي لما قدم قاضيا وكان صحيح الذهن جيد العبارة إماما نظارا مفتيا مدرسا حسن السيرة عنده أدب وتواضع وكانت له ثروة قال ابن مفلح في طبقاته : ومع ذلك كان يكتب الجرائد بسوق الذراع بدمشق بالصالحية يوم السبت سادس عشري شوال سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وله نحو أربعين سنة.
* * *
ومنهم ـ أبو بكر بن ابراهيم بن قندس الصالحي الامام العالم العلامة ذو الفنون المحدث تقي الدين البعلي الاصل. قرأ القرآن وسمع على التاج بن بردس وغيره ، وتفقه على مذهب أحمد ، وحفظ فيه المقنع للشيخ موفق الدين وعني بعلم الحديث كثيرا ، وقرأ الأصول على ابن العصياتي بحمص ، وأذن له في الإفتاء والتدريس جماعة منهم شرف الدين بن مفلح ، ثم قرأ المعاني والبيان على الشيخ يوسف الرومي والنحو على ابن أبي الجوف وكان مفننا في العلوم وذهنه ثاقب ، ثم بعد وفاة الشيخ شرف الدين طلبه الشيخ عبد الرحمن بن داوود وأجلسه في مدرسة الشيخ أبي عمر فتصدى لإقراء الطلبة ونفعهم ثم ولي نيابة الحكم لقاضي القضاة عز الدين البغدادي مدّة ، ثم ترك ذلك وأقبل على الاشتغال في العلم وكسب يده ، وكان من الصلحاء له عمل في الفقه جيد وكتب فيه حاشية على الفروع وحاشية على المحرر ، ولم يزل كذلك الى ان لحق بالله عزوجل في يوم عاشورا سنة إحدى وستين
__________________
(١) في الشذرات : العنائي