الناس بموتها درجة في جميع الآفاق ، ومن العجب العجاب أن ست الوزراء بنت عمر بن المنجا التنوخية كانت آخر من حدث من النساء في الدنيا عن ابن الزبيدي وماتت سنة ست عشرة وسبعمائة ، وعائشة هذه ضاهتها في وفاتها سنة ست عشرة وثمانمائة وزادت عليها بانه لم يبق من الرجال أيضا من سمع من الحجار رفيق ست الوزراء في الدنيا غيرها وبين وفاتيهما مائة سنة سواء.
* * *
ومنهم ـ محمد بن حمزة بن أحمد بن عمر بن أبي عمر الصالحي الشيخ الصالح المحدث شمس الدين بن ابي عمر بن قدامة.
سمع حضورا من ابن اللتي وجعفر الهمداني وكريمة والضياء ، وتفقه ودرس ، وأتقن مذهب أحمد ، وقرأ الحديث ، واعتنى به ، وخرج ، وكتب الخط المنسوب ، وكان صالحا خيرا أمارا بالمعروف داعيا الى السنة والأثر ، محطا على المبتدعة ، توفي في خامس عشرين صفر سنة سبع وثمانين وستمائة ودفن بمدرسة جده أبي عمر بالسفح.
* * *
ومنهم ـ محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال المقدسي ثم الدمشقي الفقيه المحدث المناظر شهاب الدين أبو عبد الله.
سمع بدمشق من أبي المكارم بن هلال وقدم مصر فسمع بالاسكندرية من السلفي ، ورحل الى بغداد فسمع بها من أبي محمد ابن الخشاب وطبقته وتفقه على أبي الفتح بن المنى حتى برع وصار بحاثا مناظرا مفحما للخصوم ذا حظ من صلاح وأوراد وسلامة صدر ، أمارا بالمعروف نهاءا عن المنكر ، وكتب بخطه كثيرا من الحديث ، واعتنى بالتخريج وغيره من العلوم ، وأثنى عليه المنذري وسبط ابن الجوزي ،