المظفري بسفح جبل قاسيون ، ودفن بتربة قبالة زاوية الرومي تحت المعظمية وقد جاوز المائة بعشرة أعوام على ما قيل ، وأما مجاوزته المائة فيقينا بلا شك ونزل الناس بموته درجة.
* * *
ومنهم ـ أحمد بن عبد الواحد بن احمد بن عبد الرحمن بن اسماعيل بن منصور السعدي المقدسي ثم الدمشقي الصالحي المعروف بالبخاري شمس الدين أبو العباس أخو الحافظ ضياء الدين محمد ووالد الفخر علي مسند وقته.
ولد في العشر الاول من شوال سنة اربع وستين وخمسمائة بالجبل ، وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر ، ورحل ، وسمع ببغداد من ابي الفتح بن شاتيل وابن الجوزي وطبقتهم ، وسمع بنيسابور من عبد المنعم الفراوي ، وسمع بواسط من جماعة ، وتفقه وبرع ، وأقام ببخارى مدة يشتغل بالخلاف على الرضي النيسابوري ولهذا عرف بالبخاري ، ثم رجع الى الشام وسكن حمص مدة ، ويقال انه ولي بها القضاء كما ذكره المنذري وغيره ، وأنكر أبو القاسم بن العديم ذلك.
قال الذهبي وكان اماما عالما مفتيا مناظرا ذا سمت ووقار وكان كثير المحفوظ حجة صدوقا كثير الاحتمال تام المروءه لم يكن في المقادسة أفصح منه واتفقت الالسنة على شكره [ص ١٢٩] وشهرته وفضله وما كان عليه يغني عن الاطناب في ذكره ، حدث بدمشق وحمص ، وسمع منه جماعة منهم عبد الرزاق الرسعني وروى عنه اخوه الحافظ الضياء ، وولده الفخر علي وأجاز للمنذري.
وتوفي ليلة الخميس خامس جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين