والانقطاع والوحدة والعزلة بحيث لا يكلم احدا الا جوابا ولا يزيد من يكلمه على رد السلام ، واذا قصده طلبة الحديث رحب بهم وأفادهم ، وكان فيه بعض دعابة ، ولم يتزوج قط ، يحكى عنه أنه قال : ما وجب علي الغسل لا من جماع ولا احتلام ، وهو كالضرع أن حلبته در ، وان تركته قر ، وحدث ، سمع منه الحافظ زين الدين العراقي وغيره من الائمة ، وكان يطوف كثيرا على المكاتب فيسمع الاولاد ، وكان كثير الفوائد ولكنها لا تخرج غالبا الا بسؤال.
وكانت وفاته في ليلة الاحد خامس شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة [ص ١٣٥] بالصالحية ودفن من الغد بسفح قاسيون ولم يخلف بعده مثله.
* * *
ومنهم ـ محمد بن احمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الاصل ثم الصالحي المقري الفقيه المحدث الحافظ الناقد النحوي المتقن شمس الدين ابو عبد الله بن العماد ابي العباس.
ولد في رجب سنة اربع وسبعمائة ، وقرأ بالروايات ، وسمع الكثير من القاضي سليمان وابي بكر بن عبد الدائم والمطعم وزينب بنت الكمال وخلق.
وعني بالحديث وفنونه ومعرفة الرجال والعلل وبرع في ذلك ، وتفقه على مذهب أحمد وافتى وقرأ الاصلين والعربية وبرع فيها ، ولازم التقي بن تيمية مدة وقرأ عليه قطعة من الاربعين في أصول الدين للرازي ، وتفقه بالمجد الحراني ، وانتفع بالمزى ، واعتنى بالرجال ، واخذ عن