اليهما ، وقرأا عليه شيئا من الفقه والحديث ، وأقاما عنده نحو أربعين يوما ثم مات ، فاشتغلا على ابي الفتح بن المنى في الفقه والخلاف وصارا يتكلمان في المسألة ويناظر انه عليها ، وسمعا من أبي الفتح بن البطي واحمد بن المقرىء الكرخي وغيرهما ، ثم رحل الحافظ الى مصر فسمع بها من أبي محمد بن بري النحوي ، والى الاسكندرية ، فسمع بها من ابي طاهر السلفي ، ثم رحل الى همذان فسمع بها من عبد الرزاق المديني وطبقته ، ثم الى أصبهان وأقام بها مدة وحصل الكتب الجيدة ، ثم الى الموصل وسمع من خطيبها ابي الفضل الطوسي وغيره.
قال الحافظ الضياء كان لا يسأل عن حديث الا ذكره وبينه وذكر صحته أو سقمه وكان يقال هو أمير المؤمنين في الحديث ، وجاء رجل اليه فقال : رجل حلف بالطلاق انك تحفظ مئة ألف حديث ، فقال لو قال : اكثر صدق ، وقد أثنى عليه أئمة زمانه ، وقال : وقد رأيت فيما يرى النائم وانا بمرو كأن الحافظ عبد الغني جالس والامام محمد بن اسماعيل البخاري يقرأ عليه من جزء أو كتاب وكأن الحافظ يرد عليه شيئا ، وقال التاج الكندي الحنفي ـ ووهم البرهان بن مفلح فظنه حنبليا (١) لم ير الحافظ عبد الغني مثل نفسه ولم يكن بعد الدارقطني مثله ، وكان دائم الصيام ، ويصلي كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة ، وحسن التصنيف ، ومن تصانيفه كتاب المصباح في عيون الاحاديث الصحاح ، ثمانية وأربعون جزءا يشتمل على احاديث الصحيحين ، كتاب نهاية المراد من كلام خير العباد لم يبيضه كله في السنن في مائتي جزء ، كتاب اليواقيت ، مجلدة ، كتاب تحفة المطاليب في الجهاد والمجاهدين ، كتاب الآثار المرضية في فضائل خير البرية ، اربعة اجزاء ، كتاب الروضة ، اربعة
__________________
(١) الحقيقة ان التاج الكندي كان حنبليا ثم صار حنفيا راجع بحثنا المطبوع ، الزاوية التاجية.