العصر ثم اجتمع الشافعية والحنفية والمالكية عند الملك المعظم عيسى والصارم برغش والي القلعة وكانا يجلسان بدار العدل للنظر في المظالم ، فذكروا لهما ما اشتهر من اعتقاد الحنابلة وموافقة اولاد الفقيه نجم الدين الحنبلي ، واصرار الحافظ عبد الغني على لزوم اعتقاد [ص ١٣٩] الجهة والاستواء والحرف وافتوا بكفره ، وانه مبتدع لا يجوز ان يترك بين المسلمين ، وقالوا : نشتهي أن يحضر ، فأرسل الوالي اليه فأحضره فناظروه ، فقال له : كل هؤلاء على ضلال وأنت على الحق ، قال : نعم ، فأرسلوا كسروا منبره في الجامع ومنعوه من الجلوس ، فضاق ذرعا ورحل الى بعلبك ، ثم الى مصر فنزل عند الطحانين وصار يقرأ الحديث ، فأفتى فقهاء مصر باباحة دمه وكتب أهل مصر الى الصفي بن شكر وزير العادل أنه قد أفسد عقائد الناس بذكر التجسيم على رؤوس الاشهاد فكتب الى والي مصر بنفيه الى المغرب ، فمات قبل وصول الكتاب.
وروى عنه جماعة منهم : ولداه ابو الفتح وابو موسى ، والموفق والضياء وابن خليل وابن عبد الدائم ، وآخر من سمع منه محمد بن مهلهل الحسني (١) وآخر من روى عنه بالاجازة احمد بن ابي الخير سلامة الحداد.
توفي يوم الاثنين ثالث عشري ربيع الاول سنة ستمائة ودفن يوم الثلاثاء بالقرافة مقابل قبر الشيخ ابي عمر بن مرزوق واجتمع في جنازته خلق كثير من الأئمة والامراء وغيرهم.
* * *
ومنهم ـ علي بن مسعود بن نفيس بن عبد الله الموصلي ثم الحلبي الصالحي الشيخ الحافظ الزاهد أبو الحسن.
__________________
(١) في تذكرة الحفاظ ٤ / ١٦١ : محمد بن مهلهل الحيني وهو آخر من سمع منه.