سمع بحلب من ابن رواحة وابراهيم بن خليل ، وبمصر من الكمال الضرير وغيره ، وبدمشق من ابن عبد الدائم والكرماني ، وعني بالحديث عناية تامة ، وكانت قراءته مفسرة حسنة ، وحصل الاصول ، وتقنع باليسير من العيش مع التقوى والصلاح ، وكان فقيها على مذهب أحمد ، ووقف كتبه وأجزاءه ، وحدث ، سمع منه الذهبي وغيره.
توفي في صفر سنة اربع وسبعمائة بالمارستان الدقاقي (١) وحمل الى سفح قاسيون فدفن مقابلة زاوية الشيخ ابن قوام وشيعه الشيخ تقي الدين بن تيمية وجمع.
* * *
ومنهم ـ محمد بن خليل بن محمد بن طوغان الدمشقي الصالحي الحريري المنصفي ـ بضم أوله ـ الحنبلي الشيخ الامام الفقيه المحدث شمس الدين أبو عبد الله ولد سنة ست واربعين وسبعمائة واشتغل كثيرا وسمع الكثير من اصحاب ابن البخاري وابن القواص و [](٢) ابن عساكر وطبقتهم ووصفه الشهاب بن حجي بالحفظ وقال : رفيقنا وصاحبنا سمع معنا كثيرا وقرأ الكثير وكتب وضبط وحرر وأتقن وألف وجمع وكان له معرفة تامة ولازم الحافظ ابن المحب وتفقه أولا وصحب الامام زين الدين بن رجب واخذ عنه ثم نافره وانفصل عنه ، وكان يفتي ويعتني بفتوى الطلاق على اختيار التقي بن تيمية وامتحن بسبب ذلك
__________________
(١) كان هذا المارستان تحت منارة الجامع الاموي الغربية قبلي بيوت الخلاء الى غربي الجامع ويفصل بينه وبين الجامع الاموي السوق الضيق المشهور بعصرنا بسوق القوافين.
(٢) لم يظهر مقدار كلمة في التصوير