الاعلى عبد الرحيم القنائي أحد المعتقدين بصعيد مصر فكان كذلك وحفظ القرآن وهو ابن ثمان سنين وحفظ التنبيه واشتغل بالعلوم وأول اشتغاله كان في القراءات والعربية وأول من أخذ عنه ناصر الدين ابن سمعون والبرهان الرشيدي والسراج الدمنهوري والشهاب السمين وغيرهم ، وهم بالاجتماع بالعلامة ابي حيان والاخذ عنه لما بلغه انه يروي قراءة عاصم ، فصده عن ذلك ما بلغه من سوء خلقه وحطه على الفقراء ، وكان الشيخ زين الدين يخدمهم وحصل له ببركتهم ما حصل ، وكاد أن يتوغل في القراءات في بدء أمره فنهاه العز بن جماعة وقال له : انه كثير التعب قليل الجدوى وانت متوقد الذهن فينبغي صرف الهمة الى غيره وأشار عليه بالاشتغال في علم الحديث فأقبل عليه من سنة اثنتين وأربعين.
واول شيخ قرأ عليه الشهاب بن البابا ثم أخذ هذا العلم عن أبي الحسن بن التركماني الحنفي ، وتخرج به وانتفع به ، وسمع من ابي الفتح الميدومي وهو اعلى من اخذ عنه.
ورحل الى دمشق وصالحيتها سنة أربع وخمسين فأعلى من لقي بها محمد بن الخباز وقرأ عليه صحيح مسلم في ستة مجالس بحضور الزين بن رجب وأحمد بن عبد [الرحمن](١) المرداوي وغيرهما ، وكتب عنه في هذه السنة العماد بن كثير الحافظ.
ورحل إلى حلب فسمع بها من ابراهيم بن الشهاب محمود وغيره ، وحماة فسمع بها من قاضيها عبد الرحيم بن البارزي وغيره ، وبحمص من عمر بن النقبي وغيره ، وطرابلس من الصدر الخابوري وغيره ،
__________________
(١) زيادة من لحظ الالحاظ ص ٢٢٣.