وبصفد من عمر بن يونس وغيره ، وببعلبك من أحمد بن عمرون في آخرين ، وبنابلس من محمد بن نعمة في آخرين ، وبيت المقدس من الحافظ صلاح الدين العلائي ولازمه وانتفع به ، وبالخليل من خليل القيمري وغيره ، وبغزة من سليمان ومحمد ابني سالم وغيرهما ، وبالاسكندرية من محمد بن البوري (١) وغيره ، وبمكة من الشهاب أحمد إمام مقام الحنفية بها وغيره ، وبالمدينة من العفيف المطري وغيره ، وبعدة من البلاد يجمعها الاربعون البلدانية تخريجه لنفسه لكن بقي منها أربعة بلدان ، وقرأ عليه العشرة الأولى منها الحافظ الجمال بن ظهيرة ، وكان قد عزم على الذهاب إلى العراق فأخبر أنه ليس [بها من يروي عنه](٢) فرجع من حلب ، ثم رحل مرة ثانية إلى دمشق ومعه أولاده وذلك سنة خمس وستين ، وتفقه بالجمال الأسنائي (٣) وغيره ، وعنه أخذ الاصول ، ثم حبب اليه علم الحديث فتوغل فيه حتى صار لا يعرف إلا به [ص ١٤١] وكان سريع الحفظ حفظ من الالمام أربعمائة سطر في يوم ، ونصف الحاوي في الفقه في خمسة عشر يوما ، وكان جميل الصورة كثير الحياء لا تأخذه في الله لومة لائم ، كثير التلاوة مواظبا على قيام الليل وصلاة الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر ، والستة من شوال ، لم يترك ذلك [إلا](٤) قبل موته بشهر لعجزه ومهما
__________________
(١) نسبة الى بورة بالضم قرية من عمل دمياط.
(٢) في الاصل «ليس يوم مات» وليس لها معنى. وفي لحظ الالحاظ ص ٢٢٦ هم بالارتحال الى بغداد فعاقه عن ذلك خوف الطريق مع قلة الرواة هناك.
(٣) كذا في الاصل وفي لحظ الالحاظ : والامام جمال الدين عبد الرحيم الاسنوي وعنه اخذ علم الاصول والظاهر ان النسبة لإسنا : اسنوي واسنائي.
(٤) زيادة من سياق الكلام.