الدين يوسف فتح الساحل واظهر الاسلام ، وانت يوسف احييت السنة بالشام. يشير بذلك الى ما يذكره ابو المظفر على المنبر من كلام جده في امرار الصفات واثباتها ، وقال ابو شامة هو الذي سن الجماعة في الصلوات المقضية ، فكان يصلي بالجماعة بحلقتهم بين المغرب والعشاء ما قدره الله تعالى ، وبقي ذلك بعده مدة.
توفي ليلة الخميس وقت عشاء الآخرة سادس عشر ، وقال المنذري : سابع عشر ذي القعدة سنة اربع عشرة وستمائة ، ودفن يوم الخميس ، وكان صلى تلك الليلة المغرب بالجامع ثم مضى الى البيت وكان صائما فأفطر على شيء يسير ، وغسل وقت السحر وأخرجت جنازته الى جامع دمشق فما وسع الناس الجامع حتى صار كأنه يوم الجمعة ، وصلى عليه الموفق بحلقة الحنابلة بعد جهد جهيد وكان يوما لم ير في الاسلام مثله ، كان اول الناس عند مغارة الدم وراس الجبل الى الكهف ، وآخرهم بباب الفراديس الى قريب الميطور ، ولو لا المبارز المعتمد واصحابه لقطعوا اكفانه ، وما وصل الى الجبل الى آخر النهار ومعه القضاة والاعيان ، ولو رمى الانسان على من معه ابرة لما ضاعت. قال سبط ابن الجوزي : فلما كان في الليل نمت وانا متفكر في جنازته وذكرت ابيات سفيان الثوري التي أنشدها في المنام :
نظرت الى ربى كفاحا فقال لي |
|
هنيئا رضائي عنك يابن سعيد |
فقد كنت قواما اذا أقبل الدجى |
|
بعبرة مشتاق وقلب عميد |
فدونك فاختر أي قصر أردته |
|
وزرني فاني منك غير بعيد |