ابن صابر وغيرهم ، ورحل الى بغداد هو وابن خالته الحافظ عبد الغني سنة احدى وستين ، وسمعا الكثير من هبة الله الدقاق وابن البطي وسعد الله الدجاجي ، والشيخ عبد القادر وابي بكر بن النقور وشهدة وخلق ، وسمع بمكة من المبارك بن الطباخ ، وبالموصل من خطيبها ابي الفضل ، واقام عند الشيخ عبد القادر بمدرسته مدة يسيرة فقرأ عليه الخرقي ثم توفي الشيخ فلازم ابا الفتح بن المنى وقرأ عليه مذهب احمد والخلاف والاصول حتى برع ، واقام ببغداد نحوا من اربع سنين. هكذا ذكر الضياء عن أمه وهي اخت الشيخ ، ثم رجع الى دمشق ، ثم عاد الى بغداد سنة سبع وستين ، كذا قال السبط وذكر الناصح انه حج سنة اربع وسبعين ، ورجع مع وفد العراق الى بغداد واقام بها سنة ، فسمع درس ابن المنى قال : وكنت انما دخلت بغداد سنة اثنتين وسبعين واشتغلنا جميعا على ابي الفتح ، ثم رجع الى دمشق واشتغل بتصنيف كتاب المغني في شرح الخرقي فبلغ الامل في انهائه وهو كتاب بليغ في عشر مجلدات قرأه عليه جماعة ونشأ على سمت ابيه واخيه في الخير والعبادة.
قال ابن الجوزي : كان اماما في فنون ولم يكن في زمانه بعد اخيه ابي عمر والعماد ازهد منه ، وكان كثير الحياء هينا متواضعا محبا للمساكين جوادا ، من رآه كأنما رأى بعض الصحابة ، وكان النور يخرج من وجهه ، يقرأ كل يوم وليلة سبعا من القرآن ، ولا يصلي ركعتي السنة في الغالب الا في بيته اتباعا للسنة ، وكان يحضر مجالسي دائما في جامع دمشق وقاسيون ، وشاهدت من الشيخ ابي عمر واخيه الموفق ونسيبه العماد ما نرويه عن الصحابة والاولياء الافراد ، فأنساني حالهم اهلي واوطاني ، ثم عدت اليهم على نية الاقامة ، عسى ان اكون معهم في دار المقامة.