ثم قام فوقف ، وقال يا شيخ : وأما مسألتك فكذا وكذا وهدر عليه فيها شيئا كثيرا فذهب ذلك الاعجمي فما رؤي بعد ذلك بدمشق.
توفي صاحب الترجمة بمنزله بالصالحية يوم الثلاثاء رابع عشر رجب سنة احدى وسبعين وسبعمائة وصلي عليه بعد الظهر بالجامع المظفري ودفن بمقبرة جده الشيخ أبي عمر وشهده جمع كثير.
* * *
ومنهم ـ يوسف بن محمد بن التقي عبد الله بن محمد بن محمود ـ ورأيت عوض محمود أحمد ـ بن غرار بن نائل ، الشيخ الامام العالم العلامة الصالح الخاشع قاضي القضاة جمال الدين المرداوي.
سمع صحيح البخاري من أبي بكر بن عبد الدائم ، وابن الشحنة ووزيرة وبعضه من فاطمة بنت الفراء والتقي سليمان [ص ١٦٠] بن حمزة وشرح عليه المقنع ، ولازم قاضي القضاة شمس الدين بن مسلم الى حين وفاته ، واخذ النحو عن نجم الدين القحفازي ، وباشر وظيفة قضاء الحنابلة بالشام سبع عشر سنة بعد موت القاضي علاء الدين بن المنجا في رمضان سنة خمسين بعد تمنع زائد وشروطا شرطها عليهم ، واستمر الى أن عزل في رمضان سنة سبع وستين بالقاضي شرف الدين ابن قاضي الجبل وذلك لخيرة عند الله تعالى ، وقد أخبرت أنه كان يدعو الله أن لا يتوفاه [وهو](١) قاض ، فاستجاب الله دعوته.
وذكره الذهبي في المعجم المختص قال في حقه : الامام المفتي الصالح أبو الفضل شاب خير امام في مذهب أحمد نسخ الميزان وله اعتناء بالمتن والإسناد.
__________________
(١) زيادة من تنبيه الطالب ٢ / ٤٢.