ولما صرفنا العزم نحو ابن مالك |
|
مررنا بشخص يقبر الناس في الثرى |
فقلنا من القبار وهو مخلل |
|
يطم فألفينا المخلل زعترا |
فقال له يا شيخ : أرنا قبر الشيخ جمال الدين بن مالك ، فذهب معه وأراه هذا القبر الذي عيناه أولا فقال :
سألت أناسا عن ضريح ابن مالك |
|
فأخبرني شخص به وهو حفار |
وقالوا بأن الشخص يدعى بزعتر |
|
فوا عجبا من زعتر وهو قبّار |
وقد أجاد في ذلك :
* * *
والشيخ جمال الدين بن مالك هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن عبد الله بن عبد الله (ثلاثة) بن مالك الطائي النسب ، الاندلسي الاقليم ، الجياني المنشأ ، وجيان مدينة من مدن الاندلس ، الدمشقي الدار ، الشيخ جمال الدين المشهور بجده الاعلى.
مولده بجيان ، وميلاده ـ قال البرهان بن القيم ـ سنة ستمائة او احدى وستمائة ، وقال الشمس الهواري سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ، ثم رحل الى الحجاز وتردد في البلاد الشامية ، فسكن بحلب وحماه ، ثم انتهى آخرا الى دمشق ، وأتقن النحو واللغة والقراءات ، وحفظ أشعار العرب ، وشارك في الحديث وسمعه ، وكذا شارك في الفقه.
قال أبو عبد الله بن جابر المالكي : وكان اماما في علم العربية ، وقد أحرز فيها قصب السبق ، واشتهر بها اشتهار البدر في الافق ، لم يكن يجارى ، في هذا المضمار ، ولا اطلع أحد على ما اطلع عليه فيها من الاسرار ، ولقد أحيى فيها علوما ورسوما دراسة ، وأظهر معالم