وقبر الشيخ الصالح المعتقد المولّه اسماعيل بن عبد الله الصالحي أحد الفقراء بمدرسة ابي عمر ، كان من أصحاب الشيخ خلف والشيخ عبد الرحمن أبو شعر ، قرأ القرآن فأتقنه حفظا ثم أخذه نشاف خ فزال عقله ، فقيل ان سببه كثرة الدرس للقرآن ، ويقال بل أحب شخصا فصبر وكتم ، وكان في حال تولهه يكثر قراءة القرآن ، وله كلمات حسنة ، وللناس فيه اعتقاد كبير ، حتى الاعيان كشيخ الاسلام الزين بن العيني والقاضي بهاء الدين الباعوني والسيد شهاب الدين بن نقيب الاشراف.
ويقال إنه رؤي مرارا بالجبل يوم عرفة ، وفي آخر عمره كان يلازم الجامع الجديد [ص ١٧٤] وجامع الافرم ، وكنت كثيرا أجتمع به فيهما فبسألني عن آيات من المتشابهة.
وتوفي في تاسع عشري رمضان سنة تسعمائة ودفن شرقي قبر العماد بالروضة ، وكانت له جنازة مشهورة وحمل على الايدي ، وعملت بنت الباعوني لقبره تابوتا وبنت لها بيتا قبالة قبره ، وكانت توقد على قبره كل ليلة جمعة قنديلا ، وبعد موتها بطل ذلك وزال التابوت.
* * *
وقبر الشيخ جمال الدين بن مالك قبلي قبر الشيخ اسماعيل المذكور ، قبلي يفصل بينهما قبر واحد لصيق القبر العالي المحجر من جهة الشمال ، وعلى رأسه حجر من صوان أسود.
قال شيخنا الجمال ابن المبرد : ويقال انه في مغارة الجوع ، والذي رأيته منقولا أنه في تربة الارموي.
ولما قدم العلامة شعبان الآثاري الصالحية أراد زيارة قبره فقيل له : لا يعرفه الا رجل حفّار يقال له زعتر ، فذهب اليه فلما وصل الى الروضة وجد شخصا يلحد ميتا ، فسأل من هذا الحفار؟ فقيل له هذا زعتر فأنشد :