والاربعاء. ويقال لهذين اليومين المحفل يخرج الى الربوة فيها الحلقية والمشعبذون ، المخايلية والحكوية.
ومما تقدم يتضح مبلغ عناية الحكومات المتقدمة بهذه الامكنة للنزهة وتخصيص الاموال والاوقاف الطائلة لها دليل قاطع على اعتنائهم بالاصطياف والمصايف واعتنائهم بصحة أهل دمشق وبكل ما يسرهم ويبهجهم ومما يلفت النظران اسباب الاصطياف بها موفرة كاملة من كل جهة. فيها جميع المآكل والمشارب ، وفيها أدوات النوم من فرش ولحف وغير ذلك وفي مقاصفها الثريات والمصابيح وغير ذلك ، وفيها أماكن للعبادة لمن يريد ، ومعاهد للعلم لمن يريد ، وأسباب التسلية والترفيه عن النفس لمن يريد. فهناك المساجد والمدارس وهناك المخايلية (وهم المسمون في عصرنا بالكركوزاتية وقد كانت هذه التسلية نائبة عن السينما) وهناك الحكوية ايضا الذين يقصون على الناس السير الطريفة ، وهناك المشعبذون ايضاوهم الذين يقومون بالعاب السيما ، وهناك اماكن للاغنياء المثرين ، وأماكن للفقراء المعوزين يجدون فيها كل ما يحتاجون اليه من اكل وشرب ونوم مجاني. ومما يلفت النظر ان جميع أنواع التسلي والتلهي بها لم يكن فيه شيء من الفحش والخنا وانما كان مطبوعا بطابع ديني خلقي مبنيا على زيارة الاماكن المقدسة.
واشتهر بالانتساب الى الربوة عدة علماء كعبد العزيز بن بركات الخشوعي ومحمد بن ابي طالب الانصاري الجغرافي الشهير بشيخ الربوة مؤلف نخبة الدهر في عجائب البر والبحر.
وقد جاء في مدحها ووصفها عدة قصائد وأبيات شعرية نكتفي بالاشارة اليها والى أشهر مصدر لها وهو كتاب نزهة الانام في محاسن الشام