ثبوت كل كلمة كلمة لاحتمال أن يدس في الكتاب ما ليس من كلامه من عدو أو ملحد ، وهذا شرح التنبيه للجيلي مشحون بغرائب لا تعرف بالمذهب ، وقد اعتذر عنه بأنه : لعل بعض الاعداء دس فيه ما أفسده حسدا له.
والثاني وهو أنه قصد بهذه الكلمة كذا لا سبيل اليه أيضا ، ومن ادعاه كفر لانه من أمور القلب التي لا يطلع عليه الا الله.
وقد سأل بعض أكابر العلماء بعض الصوفية في عصره : ما حملكم على أن اصطلحتم على هذه الالفاظ التي يستشنع ظاهرها؟
فقال : غيرة على طريقنا هذا أن يدعيه من لا يحسنه ويدخل فيه من ليس من أهله ، والمتصدي للنظر في كتب ابن عربي أو اقرائها لم ينصح نفسه ولا غيره ، بل ضر نفسه وضر المسلمين كل الضرر ، ولا سيما ان كان من القاصرين في علوم الشرع والعلوم الظاهرة فانه يضل ويضل ، وعلى تقدير أن يكون المقرىء لها عارفا فليس من طريقة القوم إقراء المريدين كتب التصوف ولا يؤخذ هذا العلم من الكتب ، وما أحسن قول بعض الاولياء لرجل وقد سأله أن يقرأ عليه تائية ابن الفارض فقال له : دع عنك هذا ، من جاع جوع القوم وسهر سهرهم رأى ما رأوا ، انتهى.
* * *
ولابن عربي هذا ولد مشهور يقال له سعد الدين محمد وهو فقيه أديب لا أعلم من ينكر عليه ، شعره مشهور في تذكرة الصلاح الصفدي وغيره ، وقد روى عنه من شعره الحافظ شرف الدين الدمياطي في معجمه وقال : محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد أبو عبد الله ابن أبي عبد الله الطائي الحاتمي المغربي الجيد في رأيه ، الدمشقي المولد الشافعي الفقيه الاديب المعروف بابن العربي ، والمنعوت بالسعد ،