المعظمية ، قال في كتاب تفاح الارواح ومفتاح الارباح وهو عبارة عن طبقات الاولياء لابي الحسن بن طاهر القرشي الدمشقي الشافعي : كان أبو بكر من أكابر الاولياء ، وأعيان الاصفياء ، وسادات الطريق ، له منصب خ شريف ، ومقام منيف ، وله ديوان شعر طيب ، وله موقع وتحريك ، وإثارة للعزائم وان كان ملحونا ولنا عليه وعلى مثله كلام بفهمه أهله ، أقام بدمشق بجبل الصالحية مدة وله بها زاوية معروفة وتربة ظاهرة وكان له أوقات مشهورة.
اصله من بني نمير (طائفة من العرب) وأصله من حبّانية بحاء مهملة مكسورة ، وموحدة تحتها مشددة ، وألف ونون مكسورة ، ومثناة تحتها مفتوحة مخففة ، وهي قرية من أعمال منبج المعمورة على شاطيء الفرات ولقب أبو بكر هذا بالعرودك ، بعين مهملة وراء مفتوحين ، وواو ساكنة ، ودال مهملة مفتوحة ، وكاف.
توفي في جمادى الاولى سنة اثنتين وسبعين وستمائة فتكون وفاته قبل تأليف كتابنا هذا بثلاث وأربعين سنة تقريبا (١).
وفيما روينا أن جماعة من أصحاب الشيخ ابي بكر خرج عليهم كوسارية وهم حرامية البحر قريبا من القسطنطينية الكبرى وأشرفوا على أخذهم وذهاب أرواحهم وأموالهم فاستغاثوا بالشيخ أبي بكر فجاءتهم قطعة تراب ملأت الجو ترابا وأهلكت الكوسارية فلما وردوا أخبرهم أصحاب الشيخ أنه كان في ذلك التاريخ على شاطيء الفرات في أيام الحصاد وانه قال لبيك يا فلان ويا فلان بأسماء المستغيثين جاءكم العون بإذن الله تعالى ورمى بقطعة تراب في الهواء فغابت عن أعيننا.
وفيما روينا أن الشيخ تحدث معه شخص من أصحابه في أحوال الرجال وما أعطاهم الله تعالى الى أن وصلا الى أن من الرجال من يطوف
__________________
(١) هذا التاريخ بالنسبة لصاحب كتاب تفاح الارواح ومفتاح الارباح وابن طولون هو ناقل لهذا الكلام.