بالكعبة شرفها الله تعالى وهو جالس في مكانه ، ومنهم من تطوف به الكعبة شرفها الله تعالى تشريفا وتكريما ، قال فصار في باطني من ذلك شيء وكان ممن حضر ذلك الشيخ تاج الدين عبد الرحمن الفزاري المعروف بابن الفركاح شيخ الاسلام في زمانه تحقيقا ، فقلت للجماعة لما قال الشيخ ذلك ارتفع شاشي عن رأسي ، و [ما] علمت أن الشيخ أبا بكر ممن له هذا الحال ، فأشار الي بالمبيت عنده فلما كان نصف الليل سمعت قائلا يقول : قم انظر الى ما قال الشيخ ، فخرجت فوجدت الكعبة بهيأتها وصفتها التي أعرفها وهي طائفة حول دار الشيخ ، في أرجائها رجال يترنمون بأصوات طيبة بأشياء من جملتها :
سبحانه تعالى ليس له مثالا |
|
قد اصطفى رجالا دللهم دلالا |
فأغمي علي فسمعت الشيخ يقول لا تنكر بعد ذلك تهلك ، ثم أفقت فوجدت المؤذن يؤذن بالفجر (١).
ونحن نقول قد أنكر ذلك ومثله بعض العلماء الظاهرية واستدل بأشياء لا معنى لها عند التحقيق ، ومنها أن ذلك لم يحصل للرسول صلىاللهعليهوسلم ، فنقول له : يا مسكين من أين لك أن [ص ١٨٠] ذلك لم يحصل له ، ثم انه وان لم يحصل له صلىاللهعليهوسلم فقد كان له أكثر من ذلك ثم ان حصوله لبعض أمته انما هو اكرام له وتعظيم لمنزلته فافهم ذلك. وقد روينا ذلك عن غير الشيخ أبي بكر أيضا بلا شك ولا ريب.
وفيما رويناه : أن هذا الشيخ أبا بكر كان يشم خرقة فيها رائحة المجنون فيفيق المجنون ويكون بينهما مسيرة أيام كثيرة.
وفيما رويناه أنه أمسك يوما شيطانا فخنقه خنقا شديدا ولم يفلته حتى أسلم هو وقبيله ، وفيما رويناه أن بعض الفقهاء او المتفقهة وغيرهم من سكان جبل قاسيون المعروف بالصالحية شآمي دمشق حرسها
__________________
(١) ان هذه الحكايات ينفق سوقها في الشعوب والقرى الابتدائية.