الله تعالى جاؤوا الى قاضي القضاة شمس الدين الحنبلي ويعرف بابن قاضي الجبل رحمهالله تعالى وقالوا : هذا الشيخ أبو بكر يعمل السماع في زاويته بهذا الجبل بالدف والشبابة ، ونحن لا نتعانا ذلك في هذا الجبل ، ونريد أن ننكر عليه ، فقال افعلوا ، فذهبوا اليه ، هذا معه عصا ، وهذا معه دبوس ، وهذا في يده قبقاب ، الى غير ذلك ، فلما وصلوا ما شعروا بأنفسهم الا وهم في وسط السماع يرقصون ويتواجدون ويلطمون رؤوسهم ويصيحون ، وطال المجلس على غير العادة الى آخر النهار ، فسأل القاضي شمس الدين عنهم ، فأخبروه فبكى طويلا ، فلما خرجوا طلبهم اليه وسألهم ، فقالوا بمجرد رؤيانا لذلك رأينا بحرا عظيما وقوما يسوقونا الى أن أغرقونا فيه ، فلما غرقنا رأينا من اللذة والوجد وطيب القلوب والاستغراق في الافكار الصالحة والندم على ما فات من التقصير وترك الاجتماع بمثل هذا الشيخ والحضور في مثل هذه الاوقات ما لا نحسن نصفه ولا نطيق العبارة عنه ، فقال : يا أولادي نحن نعرف أن لهؤلاء القوم أسرارا باطنة ومعاملات صحيحة ، ولا نرى الانكار عليهم ، وانما سكتنا عنكم لعلمنا بجهدكم ذلك وبأنكم سترون ما يهديكم الى الصواب وبأن الشيخ أبا بكر فيه كفاية لكم ، ثم أثنى عليه ثناء بليغا كأمثاله في العلم الظاهر ، لان الذين قد نصبوا أنفسهم لقدح الاولياء وتجردوا لمحو الاصفياء حسدا من عند أنفسهم وطلبا لتفردهم بالسيادة قاتلهم الله تعالى.
وفيما روينا : ما جرى لجده معبد ، وكان ذلك ابتداء الفتح على الذرية باطنا : أنه وجد نعجة لقطة فقال نحفظها لصاحبها ، فصار منها خمسمائة رأس ضأن ، فرأى أبا العباس الخضر عليهالسلام في المنام ، فقال : الوديعة التي لنا عندك وذكر النعجة وما صار منها ، اعمر لنا بها مشهدا في جبل شهرا المطل على حبانيه [قال فما آية ذلك قال
القلائد الجوهرية م ـ ٣٥