لهذا قصدتك ، واستأذن الشيخ في الرجوع الى اهله ، فقال الشيخ : وأين أهلك؟ قال : في الهند ، قال : متى خرجت من عندهم؟ قال : صليت العصر وخرجت لزيارتك ، فقال له الشيخ : أنت الليلة ضيفنا ، فبات عند الشيخ وبتنا عنده ، فلما أصبحنا من الغد طلب السفر فخرج الشيخ وخرجنا في خدمته لوداعه ، فلما صرنا في الصحراء وأخذ في وداع الشيخ ، وضع الشيخ يده بين كتفيه ودفعه فغاب عنا ولم نره ، فقال الشيخ : وعزة المعبود في دفعتي له وضع رجله في باب داره بالهند ، او كما قال.
وحكى بعض [عن] الشيخ ابي بكر انه قال : كنت معتكفا في مسجد في رمضان فدخل علي بعض أولياء الله فلم اعرفه لعلو مقامه ، فلما كان وقت الافطار لم يكن عندي سوى خبز شعير ولبن حامض أفطر عليه ، فقلت في نفسي : اذا صليت المغرب أتركع بعدها لعل بعض الجماعة يعزم عليه فيطعمه اصلح من طعامي ، قال فتركعت طويلا ، ثم التفت فلم اجد احدا في المسجد غيري وغيره ، فقلت : ما بقي الا ان اعزم عليه ، فقلت له : يا سيدي قد حضر هاهنا شيء تفطر عليه عن اذنك نحضره ، فقال : بل أنت في ضيافتي ، فلم أتكلم ، فكشف لي عن مقامه واذا هو القطب ، فنهضت وتمثلت بين يديه ، فقال : اجلس ، فجلست ، فمد يده وتناول شيئا من الغيب ووضعه بين يدي ، وقال : كل ، فأكلت ، فاذا خبز حار وسمن وعسل ، فاكلنا وفضل منه شيء ، فقال : خذه واذهب به الى اهلك وعد الي بسرعة ، ففعلت ما قال وعدت اليه ، فقال لي : قد امرت في هذه الساعة بالسير الى العراق ، فقام وقمت معه ، فلما اقبلنا على باب البلد انفتح وخرج وخرجت معه وودعني ، وقال لي : يا ابا بكر ابشر لن تموت حتى تبلغ هذا المقام ، وغاب عني فلم أره.
وعن علم الدين الشيزري انه قال : كنت مارا بين دمشق وحمص