فرايت الشيخ يعني : ابا بكر بن قوام مارا في الهواء ، وكان معي رجل من أمراء الملك الناصر فأخبرته بما رأيت ، فلم يصدقني ، فلما قدمنا حلب مضينا الى زيارة الشيخ ، فلما دخلنا عليه التفت الى ذلك الرجل وقال له : لا تكن ممن يكذب بكرامات الاولياء ، وقال لي : يا فلان الذي رأيته حق فقام الرجل وتاب على يديه مما كان منه.
وعن علم الدين أيضا أنه قال : كنت في بعض أسفاري فادركني شيء من الجوع والعطش وأوقع الله في نفسي أن الله تعالى يطلع الشيخ يعني ابا بكر على حالي وما بي من الضرورة ، فاذا أنا بانسان واقف على صخرة وهو يشير الي ان تعال فمضيت اليه فاذا [ص ١٨٥] هو الشيخ رضياللهعنه وعنده كوز ماء ورغيف خبز ، فقال : كل ، فجلست وأكلت وشربت وحملت ما فضل من الخبز او كما قال.
وعن اصحاب الشيخ ابي بكر أنه قال : حدثني بعض التجار من أهل بلدنا قال : دخلت الى حلب مع عمي وكنت شابا ، فأخذني بعض أهلي الى [مكان](١) وأحضر خمرا وقال : اشرب ، فلما تناولت القدح لا شرب ، واذا انا بالشيخ رضياللهعنه واقفا فضربني في صدري بيده وقال : قم وأخرج وكنت في مكان عال فسقطت منه على وجهي ورأسي ، فخرجت الى عمي والدم يقطر مني فسألني من فعل هذا بك فاخبرته بما جرى فقال : الحمد لله الذي جعل لاوليائه بك عناية.
وعن الحاج أيوب البشهقي انه قال : حججت في زمن الشيخ ابي بكر ، فلما كان ليالي منى وانا جالس على راحلتي أتلو شيئا من القرآن واذا انا بالشيخ قائما الى جانبي فأخذ بعضدي وسلم عليّ ومضى ، فلما قدمنا بالس اذا الجماعة ، فقالوا سألنا عنك الشيخ فقال ها هو
__________________
(١) في الاصل : غير ظاهرة.