الرخام الملون فيخيل لناظره انه ديباج مبسوط. وجاء في ترجمة أمين الدين بن أبي العيش الانصاري المتوفى سنة (٧٣٤) أنه صار ناظرا على هذا المسجد ووقفه وأنه أوقف فيه ميعاد حديث قبل الجمعة. وفي (كتاب تنبيه الطالب) ان هذا المسجد خرب وبطلت الصلوات فيه عدة سنين ثم أخذت آلاته الى عمارة الجامع والتكية التي أمر بانشائها السلطان سليمان مكان قصر الملك الظاهر سنة (٩٦٥) وحدث في النيرب جماعة من المحدثين جمع ابن طولون تحديثهم في جزء.
ونسج حول النيرب أيضا أساطير دينية فقيل ان في مسجده قبر حنة أم مريم جدة المسيح وان المسيح عليهالسلام أوى لهذا المسجد وان الخضر ينتاب هذا المسجد دائما.
واشتهر النيرب باستشهاد الحلحولي والفندلاوي فيه حينما حاصرت جيوش الصليبيين دمشق سنة (٥٤٣) ففي أول يوم من مجيء الافرنج خرج جماعة من المسلمين لقتالهم وفي مقدمتهم الشيخ عبد الرحمن الحلحولي والشيخ أبو الحجاج يوسف بن درباس الفندلاوي فقال له حاكم دمشق معين الدين : يا شيخ ان الله قد عذرك ليس لك قوة على القتال أنا أكفيك. فقال الفندلاوي قد بعت واشترى لا اقيله ولا استقيله ثم قرأ «ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم». ثم مضى نحو الربوة فالتقى بالافرنج في النيرب فاستشهد هو والحلحولي في يوم واحد.
ولا يزال اسم النيرب معروفا مشهورا حتى عصرنا هذا ولم يبق فيه من الآثار الا أساس قبة ومنازة في بستان يسمى بستان المأذنة تبلغ