أبعاد القبة خمسة أمتار في مثلها تقريبا ، وقد بقي منها حائطاها الشمالي والغربي أما القبلي والشرقي فمهدومان وقد نبت في زاويتها الشرقية القبلية شجرة تين وشرقي القبة بقية منارة تبعد عن القبة نحو خمسة عشر مترا تقريبا وللقبة شباكان أحدهما غربي والآخر شمالي وأمام الشباك الشمالي عتبة عليا ملقاة على الارض نقش عليها بعبارة ملحونة ما يلي : (هذه تربة العبد الفقير الى الله تعالى عبيد الفقراء أبو المحاسن يوسف ابن أبي نصر بن أبو الفرج ابن الشعاري رحمهالله وتقبل منه مما أوقفه بشرط كتاب الوقف على هذه التربة والخانكاه التي لزيق هذا التربة الجنينة التي لزيقهم وما فيها من عميرة وعيرة وأربع دكاكين التي لزيق الجنينة ، وثلث طاحون الصابونية وخمس قريط والقاعة والثلاث حجر داخل دمشق بمحلة حارة البلاطة وما يشرى من ملك وقفا على التربة والخانقاه المذكورة برسم مصالحه والمقيمين بها وحرام على من ينزل في) وهنا تنتهي الكتابة وباقيها على عتبة أخرى مثل هذه العتبة ولكنها مفقودة. وهذه الخانقاه لم يذكرها النعيمي في تنبيه الطالب ولا ابن طولون في القلائد الجوهرية وقد ترجم ابن العماد في شذرات الذهب بانيها في وفيات سنة (٦٩٩) فقال : وفيها ابن السفاري أمير الحاج يوسف بن أبي الفرج الدمشقي حدث بالصحيح مرات وروى عن الناصح والاربلي وجماعة وحج مرات توفي في زمن التتار ووضع في تابوت فلما أمن الناس نقل الى النيرب ودفن في قبته التي بالخانقاه وله نحو من سبعين سنة. واذا كان البدري المتوفى في آخر القرن التاسع الهجري يشيد بذكر الربوة والنيرب فإننا نرى العلموي الذي كان يعيش في منتصف القرن العاشر يقول عند ذكر جامع النيرب :
رحم الله من كان في ذلك الزمن. وهذا الزمان الآن يكاد أن لا يعرف (يريد مسجد النيرب) ، واذا كان الانسان فيه وقت الظهر ربما تشلح