تقليده قد كتب بظاهر طرابلس الشام بسفارة الوزير ابن الحنا فسار ابن خلكان في ذي القعدة الى مصر انتهى.
وقال في سنة سبع وسبعين وفي أوائل المحرم اشتهر بدمشق ولاية القاضي ابن خلكان قضاء دمشق عودا على بدء في أواخر ذي الحجة بعد عزل سبع سنين فامتنع القاضي عز الدين بن الصايغ من الحكم في سادس المحرم ، وخرج الناس لتلقي ابن خلكان فمنهم من وصل الى الرملة وكان دخوله يوم الخميس الثالث والعشرين من المحرم ، فخرج نائب السلطنة ايدمر بجميع الامراء والمواكب لتلقيه وفرح الناس بذلك ومدحه الشعراء وأنشد الفقيه شمس الدين محمد بن جعفر :
لما تولى قضاء الشام حاكمه |
|
قاضي القضاة أبو العباس ذو الكرم |
من بعد سبع شداد قال خادمه |
|
ذا العام فيه بغاث الناس بالنعم |
وقال سعد الدين بن مرزوق (١) الفارقي :
أذقت الشام سبع سنين جدبا |
|
غداة هجرته هجرا جميلا |
فلما زرته من أرض مصر |
|
مددت عليه من كفيك نيلا |
وقال آخر :
رأيت أهل الشآم طرا |
|
ما فيهم قطّ غير راضي |
نالهم الخير بعد شر |
|
فالوقت بسط بلا انقباض |
__________________
(١) في ابن كثير : مروان.