ذهب جعلها فلوسا والله أعلم. وكانت مدة ولايته سنة وشهرا ولما ألزم بالمقام بمصر درس بجامعه ، ثم عاد الى دمشق فدرس بالركنية.
وتوفي في محرم سنة ثمانين وستمائة ودفن بسفح قاسيون بتربة جده.
وقال ابن كثير في سنة ثمان وخمسين وستمائة عقب ولاية نجم الدين المذكور وقد اتفق في هذا العام أمور عجيبة ، وهي أن أولها كانت الشام للناصر بن العزيز ، ثم في المنتصف من صفر صارت لهولاكو قان ملك التتر ، ثم في آخر رمضان صارت للمظفر قطز ، ثم في أواخر ذي القعدة انتقلت الى مملكة السلطان الظاهر بيبرس ، وقد شركه في دمشق الملك المجاهد سنجر.
وكذلك القضاء في أولها بالشام كان لصدر الدين بن سني الدولة ، ثم للكمال عمر التفليسي ، ثم لمحيي الدين بن الزكي ، ثم لنجم الدين بن سني الدولة.
وكذلك خطيب جامع دمشق كان عماد الدين بن الحرستاني من سنين متطاولة فعزل في شوال من هذه السنة بالعماد الاسعردي وكان صيتا قارئا مجيدا ، ثم أعيد العماد الحرستاني في أول ذي القعدة منها فسبحان من بيده الامر انتهى.
* * *
ومنهم ـ أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى بن محمد المهلبي قاضي القضاة شمس الدين ابو العباس الخويي نسبة الى خوي بخاء معجمة مضمومة وواو مفتوحة وياء ، مدينة من اقليم تبريز.
ولد بخوي في شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ، ودخل خراسان وقرأ بها الاصول على القطب المصري صاحب الامام فخر الدين ، وقيل بل على الامام نفسه ، وقرأ علم الجدل على العلاء الطوسي ، وسمع الحديث من جماعة ، وولي قضاء القضاة بالشام عوضا عن جمال الدين