أهل زمانه واكثرهم تفننا واحسنهم تصنيفا وأحلاهم مجالسة ، وخرج له التقي عبيد الاسعردي معجما والمزي أربعين متباينة الاسناد وحدث بها ، ودرس وهو شاب بالدماغية ، ثم ولي قضاء القدس ، ثم انجفل أيام هولاكو الى القاهرة فولي قضاء المحلة وبهنسا ثم ولي قضاء حلب ، ثم رجع وعاد الى قضاء المحلة ثم [القاهرة](١) والوجه البحري بعد الثمانين ، ثم نقل الى قضاء الشام بعد موت البهاء بن الزكي ، وقرىء تقليده يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر سنة ست وثمانين ، قال ابن كثير في سنة ثلاث وتسعين وستمائة : ثم قدم على قضاء الشام مع تدريس العادلية والغزالية وغيرهما وكان من حسنات الزمان واكابر العلماء الاعلام عفيفا نزها بارعا محبا للحديث وعلمه وعلمائه ، خرج له التقي الاسعردي مشيخة على حروف المعجم اشتملت على مائتين وستة وثلاثين شيخا. قال البرزالي : وله نحو ثلاثمائة شيخ لم يذكروا في هذا المعجم وسئل المزي [عنه فقال :](٢) كان احد الائمة الاعلام الفضلاء في عدة علوم وكان حسن الخلق كثير التواضع شديد المحبة لاهل العلم والدين وكان علامة وقته وفريد عصره جامعا لفنون من [العلوم : التفسير](٣) والاصلين والفقه والنحو والخلاف والمعاني والبيان والحساب والفرائض والهندسة ذا فضل كامل وعقل وافر وذهن ثاقب ، توفي في خامس عشري شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة ـ وولي القضاء بعده بدر الدين ابن جماعة ـ قال الذهبي : وصنف كتابا في مجلد كبير يشتمل على عشرين فنا من العلم سماه قوانين التعاليم وقد وقفت عليه [وله](٤) شرح الفصول لابن معطي ونظم علوم الحديث لابن الصلاح والفصيح لثعلب
__________________
(١) لم تظهر في الاصل ، استدركناها من الشذرات.
(٢) لم تظهر في الاصل أثبتناها من سياق الكلام.
(٣) لم تظهر في الاصل ، استدركناها من فوات الوفيات ٢ / ١٨٢.
(٤) لم تظهر في الاصل.