قل أن رأيت نظيره وقال السيد الحسيني اعاد بعدة مدارس وافتى وشغل وكان ملازما لبيته مشتغلا بما يعنيه محبا للفقراء دينا هينا.
توفي في عشرين رمضان سنة أربع وستين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون بوصية منه.
* * *
ومنهم ـ يوسف بن ابراهيم بن جملة بن مسلم بن تمام بن حسين ابن يوسف المحجي الدمشقي الامام العلامة قاضي القضاة جمال الدين أبو المحاسن.
ولد سنة اثنتين ، وفي طبقات السبكي سنة ست وثمانين وستمائة وأخذ عن جماعة : صدر الدين بن الوكيل وشمس الدين بن النقيب وغيرهما ، وسمع من جماعة ، وولي القضاء في ربيع الاول سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة واستمر سنة ونصف وشكرت سيرته ونهضته الا انه وقع بينه وبين الظهير شيخ ملك الامراء [تنكز](١) فعزل وسجن مدة. قال [ص ١٩٨] الذهبي في العبر في سنة اربع وثلاثين : وفي رمضان أوذي قاضي القضاة ابن جملة وقاموا عليه وهدد واهين وعزل وحبس بالقلعة بضعة عشر شهرا ، وأخذ المنصب شهاب الدين بن المجد عبد الله انتهى.
ثم أعطي الشامية البرانية قال البرزالي : خرجت له جزءا عن اكثر من خمسين نفسا وحدث به بالمدينة النبوية وبدمشق ، وكان فاضلا في فنون ، واشتغل وحصل وتميز وأفتى وأعاد ودرس ، وله فضائل جمة ومباحث وفوائد وهمة عالية وحرمة وافرة ، وفيه تودد وإحسان وقضاء للحقوق. ولي قضاء دمشق نيابة واستقلالا ودرس بالمدارس الكبار.
وقال الاسنوي كان عالما فقيها بارعا دينا قواما في الحق ولي القضاء وباشر ذلك أحسن مباشرة وحاول سلوك الحق المحض بغير سياسة فنموا عليه حتى عزل وحبس.
__________________
(١) زيادة من طبقات السبكي ٦ / ٢٥٠.