القرن الثامن الهجري أريد بها في كتب التاريخ والخطط معنى آخر اصطلاحيا. فقد أريد بها القبر الذي يكون فوقه قبة عظيمة كالتي تشاد فوق قبور العظماء من سلاطين وأمراء وعلماء وأعيان وكثيرا ما يشاد الى جانبها مدرسة أو مكتبة أو مكتب أيتام أو مسجدا ونحو ذلك وتوقف أوقاف خيرية عليها. وقد عقد المقريزي بحثا خاصا لترب مصر ، كما فعل مثل ذلك النعيمي والعلموي والبقاعي في ترب دمشق ، ومحمد ابن طولون في ترب صالحية دمشق ، وقد أرادوا بها القبة التي تكون فوق القبر مع القبر وملحقاتها ولم يريدوا بذلك المقبرة العامة (انظر بحثنا عن جميع ذلك في مجلة المجمع العلمي العربي في المجلد ١٦ ص ١١٠) ولذلك فأبو شامة لم يلاحظ هذا الاصطلاح ولم يكن شائعا في عصره فاستعمل المقبرة العامة والتربة الفنية الخاصة بمعنى واحد على اصطلاح اللغة.
(٢٧)
تردد في القلائد الجوهرية اسم شادي ، كما أنه يتردد كثيرا في كتب التاريخ ويرسم شادي بالدال المهملة. وقد ضبطه على خلاف ذلك ابن خلكان في وفيات الاعيان ١ / ١٠٧ المطبعة الاميرية في ترجمة أيوب أبي صلاح الدين فقال :
وشاذي بالشين المعجمة وبعد الألف ذال معجمة مكسورة وبعدها ياء مثناة من تحتها. وهذا الاسم عجمي ومعناه بالعربي فرحان.
(٢٨)
وعدنا في (ص ٩٥) باننا سنتكلم في الملاحق عن الجامع المظفري وجامع الأفرم ، ولم تكن توجد مصادر مطبوعة تتكلم عنهما وقتئذ وإذ قد طبع بعد ذلك تنبيه الطالب للنعيمي فنحيل القارىء اليه.