كان كما سمعت اولا لناس من الرهبان فاتفق انهم احدثوا شيئا واخرجوا منه فسكنه اولاد معبد بن مستفاد واخوه واقاربهم طلبه لهم الامام عبد الوهاب ابن الشيخ ابي الفرج الحنبلي وكانوا من اصحابه.
وبه الى الحافظ عبد الله قال سمعت الشيخ ابا عبد الخالق عبد الواحد بن معبد بن مستفاد يحكي عن والده قال كنا من اصحاب الفقيه عبد الوهاب وكان يعظ في البلد وكان يستفقد اصحابه اذا انقطع منهم احد مجلسا او مجلسين [ص ١٠] خرج اليه فسأل عنه قال فاتفق انا انقطعنا عن مجلسه اما يوما او يومين فاذا الشيخ قد ركب بغلته وجاء الى عندنا الى الدير المعروف بدير الرهبان او كما قال. قال ففرحنا به وقال او حشتمونا قال فقعد عندنا ساعة ثم قام فركب البغلة ومضينا معه حتى نشيعه قال فوصلنا معه الى الموضع الذي يقال له السنبوسكة (١) ولم يكن بعد عمر بستانا فاذا فيه ناس يشربون الخمر فقلنا يا شيخ الا تنكر عليهم فقال اصبروا ونزل عن البغلة وقال قفوا عندها ثم مضى هو وحده يمشي حتى وقف على رؤوسهم ووعظ عندهم قال فقاموا فكسروا الانية وتابوا على يديه ثم جاء فقال ايما خير هذا او كنتم تمضون اليهم تضاربوهم فربما تأذى احد أو ما هذا معناه.
وبه اليه قال لم يكن في الجبل كما حكي لنا قبل وضع الصالحية الا بناية يسيرة فكان من الناحية الغربية دير أبي العباس احمد الكهفي ودار لبنت الفيال فيها مسمار وحمدان وسيدهم وابو الحافظ اسماعيل واخوه وكان الفقيه طرخان بن ابي الحسن في الدار الذي له وقال شيخنا الجمال بن عبد الهادي وكان ثم بيوت بارض مقرى وهي معروفة وثم
__________________
(١) السنبوسكة بستان تجاه الميسات عند جسر كحبل قرب الشبلية والبدرية.