بيوت ببيت ابيات وهي محلة طاحون الاشنان اليوم وثم بيوت بقصر اللبان وهو بطريق الميطور (١) كان به كريمة راوية الحديث وقد روي عنها الكثير به (٢) وثم بيوت وجواسق (٣) بالنيرب (٤) لناس من دمشق يصيفون فيها وثم بيوت بأرزة وهي محلة قبور الشهداء عندها مئذنة عبد الحق ومسجدها (٥) وثم مغارة الدم ومغارة الجوع (٦)
__________________
(١) راجع ص ٦١ ـ ٦٢.
(٢) يصحح قصر اللبان : (بقصر اللباد) كما في الاصل ويدعوه الناس الآن بستان قصر اللبان وهو بستان كبير جدا يقع امام المتوجه الى جبل الصالحية من طريق البساتين المقابل لحي القزازين ويبعد عن شارع بغداد نحو الف متر ثم يمتد هذا البستان الى طاحون الاشنان وهو الآن مقسم الى عدة حصص ، ويحتوي على عدة دور لاصحاب هذه الحصص وسنبين موقعه مع جميع المواقع التاريخية القديمة في مخطط خاص بالصالحية.
(٣) جمع جوسق معرب كوشك وهو اسم للقصر الصغير ولكنه استعمل للكبير ايضا.
(٤) راجع ص ٥٥.
(٥) راجع ص ٥٨ واول الجزء الثاني.
(٦) هذه المغارة في أعلى مقبرة الخميسيات يصعد اليها من الطريق الذي حذاء قبة ابن سلامة الرقي وهي معروفة مشهورة ويذكرون انه لجأ اليها اربعون نبيا خوفا من الكفار ولم يكن معهم الا رغيف واحد فلم يزل كل واحد منهم يؤثر رفيقه عليه حتى ماتوا جميعا من الجوع. ويظهر ان هذه المغارة كبيرة واسعة لأن العوام يذكرون ان بها طرقا متشعبة يسير الانسان فيها عدة ساعات وان الداخل فيها ربما ضل فلا يستطيع الخروج. وفي الازمنة الاخيرة كانت ملجأ للاشقياء واللصوص حتى وجد فيها شخص مقتول فاهتم لذلك اهل الصالحية وقام الشيخ محمد التكريتي المتوفي سنة (١٣١٣) فسد بابها وبقي مسدودا الى الآن وعلى ظهر هذه المغارة أنشأ الشيخ محمد حسن بن الشيخ ياسين الكيلاني زاوية للطريقة الكيلانية سنة (١١٤٦) وتعرف بالجوعية وفيها بعض قبور ولم نتمكن من الدخول اليها لكون بابها مغلقا.