غلام فلك الدين احي الملك العادل لامه واقف الفلكية بدمشق وكان هذا الرجل من خيار الامراء ينزل في كل ليلة وقت السحر الى الجامع وحده بطوّافة (١) ويواظب على حضور الصلوات فيه مع الجماعة وكان قليل الكلام كثير الصدقات وقد بنى المدرسة الركنية بسفح قاسيون واوقف عليها اوقافا كثيرة وعمل عندها تربة وحين توفي بقرية جرود حمل اليها رحمهالله انتهى ، وقال الاسدي في تاريخه سنة خمس وعشرين وستمائة وفيها نجزت مدرسة ركن الدين الفلكي بالسفح ودرس بها ملك شاه ابو المظفر انتهى.
[المدرسون بالركنية]
وقال ابن شداد اول من ذكر بها الدرس وجيه الدين القاري وكان رجلا فاضلا بارعا متعبدا مشهورا بالدين والعلم الى ان انتقل عنها فوليها بعده تاج الدين محمد بن وثاب بن رافع البجيلي الى ان انتقل عنها الى المدرسة بالقصاعين فوليها بعده صدر الدين بن عقبة الى أن انتقل الى حلب المحروسة فوليها بعده محيي الدين احمد الى حين عود والده من حلب ثم اخذها من ولده واستمر بها الى الآن. ووجدت بخط تقي الدين الاسدي على هامش ذيل الحسيني في وفاة نجم الدين القجقاري خطيب جامع تنكز ومدرس الحنفية بالظاهرية ما صورته : اول من خطب به ودرس بالركنية بالجبل ثم تركها لانه اطلع على ان من شرط واقفها على المدرس السكن بها. ذكره البرزالي في معجمه وقال تميز في الفقه والعربية وغيرهما وله ذهن حسن جيد ومناظرة صحيحة وهو ملازم للاقراء بالجامع وله شعر جيد وتعين للفتوى والتدريس والاشغال وقصده الطلبة وقد مات البرزالي قبله بمدة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة انتهى ما وجدته بخطه.
__________________
(١) مصباح او سراج يحمله الانسان في الليل وفي عهدنا تسمي ضواية.