ثم قال تقي الدين في شعبان سنة خمس وعشرين : وفي هذا الشهر اخرج النائب تنبك ميق (١) عن السيد ركن الدين الركنية البرانية ونصف النظر عليها لشمس الدين بن اللبودي بلا سبب فشق ذلك عليه وعلى غيره مع انه لم يكن محمودا في مباشرة نظرها انتهى.
ثم قال تقي الدين : في محرم سنة ست وعشرين وفي يوم الاربعاء ثاني عشريه حضر تدريس المدرسة الركنية بالسفح شرف الدين بن [ص ١٥] منصور وحضر معه القضاة والفقهاء وذلك عن ربع التدريس بالمكان المذكور نزل عنه ابن عمه وكان تدريس هذه المدرسة قد صار الى بدر الدين ابن الشيخ صدر الدين بن منصور فنزل عن نصفه للشيخ بدر الدين بن الرضي فلما توفي نزل عنه لولده شمس الدين فنزل عنه للقاضي بدر الدين المقدسي ثم نزل عنه لابنه فنزل عنه للشيخ برهان الدين بن خضر ثم نزل عنه للسيد ركن الدين بن زمام واستمر النصف الآخر بيد ولد بدر الدين بن منصور ثم نزل عنه لابنه منصور وشمس الدين بن الرضي نصفين انتهى ثم قال في الشهر المذكور منها : وفي هذا الشهر حكى لي القاضي ناصر الدين بن اللبودي انه صالح السيد ركن الدين ورد اليه تدريس الركنية ورجع هذا معيدا ورتب له شيء وعجل له بعضه انتهى وآخر من رأيناه درس بها الشيخ زين الدين بن العيني الحنفي ثم ولي بعده عمي القاضي جمال الدين بن طولون الحنفي وهو مستمر به الى الآن.
* * *
__________________
(١) تنبك ميق تولى نيابة دمشق سنة (٨٢٠) ثم طلب لمصر سنة (٨٢١) ثم تولاها مرة ثانية سنة (٨٢٤) فبقي نحو خمسة اشهر ثم عزل عنها ثم اعيد اليها في سنة (٨٢٥) ومات سنة (٨٢٦) بدمشق ودفن بتربة قرب مخفر الشيخ حسن في طريق الميدان.